تقرير: غسان جمعةبعد انطلاق الثورة شهد الداخل السوري نزيفًا مواكبًا لنزيف الدم بهجرة أبنائه من مختلف الطبقات خاصة أصحاب الاختصاصات العلمية، وقد عانى القطاع الصحي شحًّا في كوادره وبنيته التحتية وظهرت نتائجها سلبًا. غير أن البعض لم يستطع أن يرى مشهد ترك الآلاف دون رعاية صحية، فشرعوا بتضميد الجراح وعملوا تدريجيا على بناء نصر من نوع جديد عبر بناء صروح الحياة، وكان لنا لقاءات مع كوادر هذه المشاعل حيث زارت صحيفة حبر مدير مشفى “مجمع شام الطبي للأمومة والطفولة” في بلدة الدانا الدكتور محمد نجار “طبيب أطفال” واطلعنا على خدمات المشفى الذي يعمل على مدار 24ساعة ويستقبل بشكل أساسي حالات الولادة النسائية ورعاية الحوامل خلال فترات الحمل، ويتكون المشفى من غرفتي عمليات مجهزتين بشكل كامل لإجراء عمليات طبيعية وقيصرية وعمليات أخرى مثل استئصال الرحم أو الورم والإجهاض وغيرها.وأكد الدكتور نجار وجود حواضن أطفال لحديثي الولادة لتقديم الرعاية لبعض الأطفال بعد عملية الولادة، وتوجد في المشفى عيادات أطفال ونسائية توفر المعالجة للمرضى والمراجعين، ويقدم المشفى خدماته مجانًا بما فيها الأدوية والمستهلكات الطبية، ويقوم على خدماته كادر طبي وإداري مؤلف من 63شخصًا، وفي إحصائية قدمها لنا مدير المشفى للشهر الثامن وُلد في المشفى392طفلًا ولادةً طبيعيةً و143ولادة قيصرية و28عملية إجهاض وعمليات نسائية أخرى و87حالة مراقبة و 2348 شخصًا بين مريض ومراجع و3235تحليلا و50 مولودًا احتاجوا إلى حاضنات الأطفال السبع على مدار هذا الشهر وأكد الطبيب أن العمل في المشفى هو وفق تعاليم الشرع وضوابطه من حيث الإجراءات والتخصصات والعمل.أما في منطقة باب الهوى فقد أجرينا حوارًا مع الأستاذ أسامة إدريس مدير منظمة (الأوسم) معرفاً عنها بأنها منظمة سورية بدعم سوريين ومغتربين أشقاء، تغطي ما يقارب 70 مشفى في الداخل السوري بالدعم بمستهلكات ومستلزمات طبية من أدوية وأجهزة وغيرها، ويعتبر مشفى باب الهوى ثمرة (الأوسم) الأهم حيث يقدم المشفى خدمات إسعافية وجراحية وفي مختلف المجالات الطبية، وتوجد في المشفى عيادات خارجية تعمل وفق برنامج أسبوعي تقدم خدمات طبية باختصاصات متنوعة منها القلبية والصدرية والأذنية والعينية والأشعة والعصبية.وتقدم (الأوسم) خدمة التأهيل والتدريب في الداخل السوري حيث ألتقينا بالأستاذ عبد الرحيم الجمل مدير هذا القسم الذي استحدث عام 2013في ثلاث مناطق سورية، وتجري هذه الدورات لتدريب وتأهيل المسعفين والممرضين على برامج التدابير الإسعافية الفنية في زمن الحرب وبرامج موجهة للأطباء العاملين في مراكز الرعاية الأولية وبرامج التعامل مع الضربات الكيماوية ودورات خاصة نسائية.وفي (عقربات) تحتضن هذه القرية مشفى “الكويت” وتحدث لنا عنه المكتب الإعلامي قائلاً: المشفى يتوسط تجمع كبير للنازحين، ويجري عمليات ترميمية وتجميلية ويوجد جناح خاص للأطفال والنساء ضمن هذا الاختصاص ويرتاد المشفى 100مريضًا ومراجعًا يوميًا ويتضمن المشفى في أروقته ثلاثين سريرًا لإجراء العمليات الجراحية واستقبال الحالات الإسعافيةأما في بلدة (أطمة) التي تضاعف عدد قاطنيها فقد زرنا فيها مدير (مشفى أطمة الخيري) الأستاذ محمود عبد الوهاب وشرح لنا عن هذا المشفى الذي بلغ عدد مرتاديه 7500 شخصًا بين مريض ومراجع الشهر الماضي. ويستقبل المشفى مرضى الأوعية والداخلية والعظمية وغيرها وتوجد في المشفى عيادات خارجية تقدم خدمات طبية فورية، ويعمل في المشفى ما يقارب 85 شخصًا بين طبيب وإداري ويوجد 35سريرًا في قسم العمليات الجراحية و10 في قسم الإسعاف، وهو مجهز بأربع غرف للعناية المشددة ويقدم المشفى أدوية ومستهلكات طبية مجانا وثلاث وجبات للمريض والمرافق أيضاًهموم مشتركةما تزال هذه المشافي تقدم خدماتها حتى الآن، لكن يبقى هناك هاجس يؤرق كوادرها خوفًا على صحتنا وحفاظًا على حياتنا مثل تأمين الأوكسجين والمحروقات والأدوية التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني دون مبرر، وصعوبة إصلاح وشراء بعض الأجهزة.وفي النهاية نتوجه بالشكر لكل من يحاول أن يتفهم ما بداخلنا من أوجاع وآلام ويعمل جاهداً ليستمع إلى هموم قلوبنا ويتحسس نبض شعورنا على عقارب ساعته. عزيزي القارئ لا تنس ذلك الشخص الذي يغوص مبحراً في مقلتيك ليتعرف بصمت على هول ما عانيت… ودمتم بخير وصحة وسلامة.