استطلاع : نور العليالزواج حلم مقدس يرغب به كل صاحب عقل، وهو أمر حث عليه الإسلام وباركه الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو فطرة جبلت عليه نفوسنا ذكورًا وإناثًا .ولكل شيء قدر وكتاب، فقد يتأخر سن الزواج وتتأخر معه الأمنيات، وبتأخره تختلف ردود الأفعال، بعض الفتيات يصبرن حتى يقضي الله أمرًا ، وأخريات يصبن باكتئاب عارم إذ يحصرن التفكير بهذا الأمر ، وأخريات إن طال بهم ولا رداع ديني لهن يلجأن للانحراف.وعلى الرغم من كل المحاولات الجادة التي يقوم بها المجتمع للحد من العنوسة إلا أن هذه الظاهرة مازالت متفشية في مجتمعنا، ولها أسبابها شأنها شأن كل الظواهر الاجتماعية التي شاعت في زمننا هذا. لعل من أسبابها الحرب التي شهدتها بلدنا وعزوف الشباب عن الزواج، والفقر، ورغبة الفتيات في إكمال تعليمهن، ويبقى السبب الأكبر والأكثر إيلامًا هو ارتفاع سقف الأحلام لدى الفتيات، إذ يرغبن بزوج غني ميسور الحال ، ذي حسب ونسب، له استقلاليته ، متعلم، وسيم الشكل، ولا مانع من امتلاكه سيارة من الطراز الحديث.(زها) التي تبلغ من العمر 26 ، خريجة هندسة مدنية ، حينما سألتها عن الزواج ورأيها فيه أجابت :إن لم يكن الزواج مريحًا ويحمل لي السعادة لا أرغب به، ولا شأن لي بزوج لا يحمل المواصفات التي أرتضيها ،وصلت إلى مرحلة لدي راتب شهري أستطيع أن أتحمل نفقات نفسي. سألتها عن رأيها من كلمة عانس فأجابت: أي مجتمع هذا الذي مازال يستخدم هذا المصطلح ؟!أحمد البالغ من العمر 26 عاما خريج معهد تقنيات الحاسوب قال: لا أريد الزواج بأنثى أعجبت أمي بجمالها، أريد الزواج من أنثى تشاركني الأحلام والتطلعات والأفكار. ولما سألته ما رأيك بكلمة عانس أجاب: كلمة عانس تبقى أخف وطأة من مطلق، فالطلاق يحمل الألم أكثر من العنوسة.بتول عمرها 20 عاما سنة ثالثة علوم طبيعية تقول: أريد الزواج من أي شخص يطرق بابنا ، فأنا أكره كلمة عانس، وتلك الدعوات التي تطلب من الله أن يبعث لي الزوج الصالح، وبينت رأيها من كلمة عانس بقولها أدعو الله ألا يلحق بي هذا اللقب الشنيع.عبير عمرها 24 عاما متزوجة أجابت :الزواج لم يقض على أحلامي وطموحاتي التي ما زلت أمارسها رغم الإنجاب، فأنا مع كوني متزوجة وأمًّا لطفلة أتابع دراستي وأعمل، وقالت في العنوسة: هو اختبار من الله لكل فتاة أسأل الله أن يلهمها الصبر ويعوضها خيرًا.بشر مهندس معلوماتية يبلغ من العمر 37 : يقول أتمنى ذاك اليوم الذي أتزوج فيه، فكم أتعبني الانتظار، ومع هذا لا أريد الزواج قبل أن أتمكن من تحسين وضعي الاقتصادي، قال عن العنوسة : شبح يطارد الفتيات بسبب رغباتهن التي لا تنتهي وكأنهن يردن الحياة كما تظهر وتعرض على شاشات التلفاز.وائل وعمره 30 عاما يقول: الزواج في هذا الوقت أصبح كارثة، لا أريد أن أفكر مجرد التفكير به، لست مضطرا للزواج اليوم والموت غدا، ورأى وائل أن العنوسة يمكن تجاوزها بتعدد الزوجات بعد انتهاء الحرب..ديمة عمرها 35 قالت: لو عاد بي الزمن لقبلت بأول شخص تقدم لخطبتي ولم أرفض أحدًا كما كنت أفعل، فأن تكون وحيدًا مأساة ما بعدها مأساة وألم ما بعده ألم. حين سُئلت عن العنوسة أجابت : كلمة صعبة جدًا، بسببها أبكي كل ليلة.ثائر طبيب عام يبلغ من العمر 34: يقول تزوجت منذ سنتين بعد انتظار متعب، وأنا الآن أسعد مخلوقات الله، إذ إنني تزوجت من أحب. وضح رأيه في العنوسة بقوله : مصطلح جائر للفتيات، فالفتاة يمكنها إثبات وجودها في المجتمع بطرق شتى، وليس من الضروري أن تكون السعادة بالزواج فقط .