إن مسألة اهتمام المنظمات بالمشاريع الإغاثية دون الخدمية لعبت دوراً سلبياً في عموم المناطق المحررة والتقت صحيفة حبر عدداً من المجالس المحلية التي خاضت تجربة المشاريع الخدمية مع عدد من المنظمات المدنية مع الحديث عن بعض المشاريع الخدمية المرفوضة، بالإضافة إلى الحديث عن اضطرار المجالس لإقامة مشاريع خدمية بدعم من بعض الأشخاص أو من خلال الجباية من الناس، وتركزت معظم المشاريع على مشاريع تنموية كحفر الآبار وتعبيد الطرقات وإصلاح الشبكات الكهربائية.
مجلس معارة النعسان: قدمنا عدة دراسات حول المشروع لمنظمات وجمعيات لعلها تساعدنا لكننا لم نلق أذناً صاغية.
إنَّ موقع البلدة جعل منها منطقة حيوية ونشطة اقتصادياً، إلا أنَّ هذا الموقع انعكس سلباً على شبكة الطرق في البلدة التي أصبحت بحاجة لصيانة، وذلك نتيجة اهترائها وعدم صيانتها منذ عام 2009ويبلغ طول شبكة الطرق في البلدة 32000م ويوجد فيها حفر كثيرة وهي بحاجة لصيانة فورية.
إنَّ سبب اهترائها بالدرجة الأولى موقع البلدة، حيث أصبحت جميع المركبات الثقيلة تمر من البلدة بسبب انقطاع الطرق الأخرى آنذاك، مثل طريق إدلب باب الهوى ومازال مقطوعا، وطريق إدلب حلب نتيجة الثكنات العسكرية والأعمال القتالية.
وهذا بالنتيجة أدى إلى كثرة الحوادث وحدوث عدة وفيات وخسائر مادية كبيرة.
علماً أنَّه يوجد جزء من الطرق في البلدة تستخدم للحالات الإسعافية..
ونتيجة الإمكانيات المادية المحدودة لمجلس معارة النعسان، والكلفة المرتفعة لصيانة هذه الطرق، لم نتمكن من القيام بهذه الصيانة الضرورية واللازمة في الوقت المحدد.
وقام المجلس بمشروع صيانة لشبكة المياه ضمن الإمكانيات المحدودة جداً، وقمنا بردم جزء من الحفر في الطرق إضافة إلى مشروع نظافة ومشروع صرف صحي لكن هذه المشاريع لم تكن كافية.
والمجلس بحاجة للوقود لتشغيل المحطة ولتنفيذ مشروع صيانة شبكة الصرف بسبب انسداد جزء من الشبكة.
ونتمنى أن يتم دعم المجلس بمادة الطحين؛ لأنَّ سعر الربطة عندنا مرتفع جداً وذلك لعدم وجود جهة داعمة.
مجلس بلدة زردنا: منذ ست سنوات……….أول منظمة تدعم القطاع الخدمي!
يتعاون في زردنا المجلس المحلي وجمعية نور الهدى في المشاريع الخدمية والإغاثية لخدمة القرية، وهو ما يميز البلدة عن غيرها من البلدات التي تكون فيها الجمعية منافسةً حقيقيةً للمجلس لا متعاونةً معه.
قام المجلس بعدة مشاريع بدعم ذاتي من قبل أشخاص منها مشروع استصلاح الطرقات كما يشكر المجلس منظمة ACTEDالتي نفذت مشروع دعم وحدة المياه وهي أول منظمة تدعم القطاع الخدمي من ست سنوات.
ويقوم المجلس بمتابعة مشكلات المياه من خلال المكتب الخدمي الذي يتلقى الشكاوى ويتواصل مع الناس محاولين حل جميع المشكلات.
إحدى المشكلات أنَّ بعض منازل الحارة الغربية وصلها مياه ملوثة بالصرف الصحي، تواصل المجلس مع عدة منظمات لكنها لم تستجب، وحاولنا إصلاح الشبكة في الحارة الغربية ومن المرجح أن يكون السبب وجود تسرب من أحد المنازل خاصة أنَّ الشبكة قديمة منذ أكثر منذ 30 عاماً، وأصدر المكتب الخدمي توجيهات من أجل التعامل مع المشكلة وما يزال العمل مستمراً بغية إصلاح الشبكة وإعادة المياه النظيفة للبيوت المتضررة.
إنَّ هذه الحقائق تعكس واقعاً مأساوياً، فرغم وجود عدد كبير من المنظمات والجمعيات إلا أنَّ المجالس تعاني من شح واضح في إنجاز المشاريع الخدمية التي تعد عماد العمل الإنساني، لذلك يجب على المنظمات أن تختار مشاريعها من خلال مسح احتياجات المجالس الضرورية مما يحقق أكبر فائدة ممكنة، والخطوة الأولى لذلك هي القضاء على الفساد داخل المنظمات التي ترفع شعار الإنسانية، ممَّا يوجب عليها العمل الموضوعي النزيه الذي يهدف إلى ترسيخ دعائم التعاون من خلال الاستجابة لمناشدات المجالس المحلية في توفير الخدمات، وإلا سينطبق عليها المثل القائل: كالمستجير من الرمضاء بالنار!