ناهد البكري |
كلما مرّ يومٌ وطال فيه بقاء النازحين المهجرين في مخيمات النزوح التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياه، تظهر المشاكل لاسيما الصحية منها.
مخيم (الدويلة) التابع لبلدة (كفرتخاريم) انتشرت فيه الأمراض الجلدية، إذ يشكي فيه نازحو ريف إدلب الغربي من مرض (القوباء الجلدي) المُعدي الذي يستهدف الأطفال، بسبب وضع الخدمات الصحية وعشوائية أكياس القمامة التي أدت إلى انتشار الأمراض الجلدية خاصة بين الأطفال، حيث إن المرض حاليًا بات يفتك بأكثر من أربعين حالة.
وأفاد (محمد حمود) مدير مخيم (الدويلة) أن “المخيم أعلن عن وجود حوالي 40 طفلاً مصاباً ب”القوباء” الجلدي، وبدأ بالانتشار تباعًا، ويعود ذلك إلى قلة النظافة بالمخيم وضعف البنية التحتية خاصة المتعلقة بمياه الصرف الصحي ووجود حفر المستنقعات، ووضع السكن في الخيم الذي لا يقي من الهواء الملوث والغبار.”
وتابع حمود قائلاً: “الحالات تمت الاستجابة لها من قبل منظمه الرابطة الطبية للمغتربين السوريين (سيما)، و المباشرة في العلاج، بإرسال عيادات متنقله مُكوَّنة من كوادر طبية، أتت إلى المخيم وتابعت الحالات إلى أن تماثلت للشفاء، عدا حالتين أو ثلاثة، إلا أنهم في وضع جيد وتتابع معهم العلاج”.
وأضاف أن “منظمة (سيما) عقدت جلسات توعوية وتثقيفية عن كيفيه العلاج الصحيح، والحدّ من انتشار المرض من خلال الاهتمام بالنظافة للأطفال، وتصحيح المرافق الصحية والنظافة الشخصية العامة، لكن عوامل البيئة والإمكانيات الضعيفة والظروف الصعبة تحول دون ذلك”.
وقال (معتز حسن الجمول) والد الطفل (حسن) البالغ من العمر تسع سنين أحد مصابي (القوباء الجلدي) الذين تماثلوا للشفاء، وهو نازح من قرية (معرزاف) إحدى قرى جبل الزاوية: ” ابني تعرض للإصابة بمرض (القوباء الجلدي)، وهو بحالة جيدة، بدأت أعراض المرض تظهر عليه بشكل حبة صغيرة، ما لبثت أن انتشرت بشكل سريع، وبدأت بالتمدد”.
وأوضح (جمول) أنه “تم العلاج من قبل كوادر منظمه (سيما) التي تابعت الحالات حتى تم الشفاء.” وبالإضافة إلى طفله هناك أقرباؤه في الخيم المجاورة وجميعهم تم شفاؤهم، لكن بالنسبة إلى المرافق الصحية وتأمين مواد النظافة قال (جمول) إنهم لم يتلقوا أي استجابة أو تحسن.
وتواصلت (صحيفة حبر) مع السيد (عبد القادر اليوسف) مشرف العيادة الطبية التابعة لمنظمة الرابطة الطبية للمغتربين (سيما) التي اشرفت على متابعة حالات المرض (القوباء” الجلدي) وعلاجها، حيث صرَّح بدوره أن “(سيما) استجابت لنداء الأهالي وأرسلت عيادتين للكشف عن الوضع بشكل عام وإحصاء عدد الحالات، وتم الكشف من قبل الطبيب عن الحالات، فظهرت ٣١حالة (قوباء)، بالإضافة إلى 20 حالة (جرب) في المخيم، ضمن الإحصاء الأولي.”
وتابع (اليوسف): ” بالنسبة إلى حالات (القوباء) تم السيطرة على أغلبها (26 ) حالة، وعن حالات الجرب تم السيطرة عليها بشكل كامل تقريبًا”.
ونوه إلى أن “حالات مرض (القوباء) ليست فقط في مخيم (الدويلة)، فقد صادفنا حالات في باقي المخيمات ولكن (الدويلة) هو الأكثر من حيث عدد الحالات.”
ويقع مخيم (الدويلة) في منطقة وعرة يضم ما يقارب 600 عائلة، يعاني النازحون فيه من مشاكل عديدة، كغياب البيئة الصحية وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض التي تعدّ من أكثر العوامل التي تساهم في تفشي الأمراض الجلدية في مخيمات النازحين بين الحين والآخر.