قد يغيب الحق (هنا تكمن المعادلة) .. في زمن يغيب فيه الحق عن الواجهة ، أو يضعف أهله حتى يصبح الأقل ظهوراً ، تستعر الفتنة ، ويتربع الباطل على كل العروش فيظن الناس انّ بعضها حقاً . يصير المعيار تحت سندان الألم ، وضربات الموت المتلاحقة هو الأقل شراً ، هو احياناً الأكثر أماناً ، الأحسن خطابة، الأجمل شكلاً، أو الأمضى سيفاً، يدعي الجميع انهم على الحق ، وينقسم الناس على غير هدىً ولا كتاب منير.ولكن ما نغفل عنه هو أن معيار الحق واضح ، فهو لا يتقاطع مع الباطل بشيء، وأننا موكلون ومكلفون بإظهاره إذا لم نجده، فالحق معنا، هو بنا ونحن به ، ولا يصلح بحال أن نركن لباطل على أنه الأقل سوءاً ، فيقوى الباطل ويكبر بنا ويعظم شأنه بتأييدنا ، ويبقى الحق ضعيفاً بعيداً بانتظار جيل يرفع رايته ويمسك سيفه ويدخل محرابه كما دخلوه أول مرة ، ليعلو ويجمع الناس من حوله .إن معيار الحق والباطل هو معيار الهدم والبناء ، ثقافتين منذ امدٍ بعيد … إحداهما تبني وتعمر الأرض وتنشر السلام ، والأخرى تهدم وتسفك الدماء وتنشر الحرب والخراب ، الحق منهج لا يستوي أبداً مع الجريمة مهما صغرت .. ربما يختفي عن المشهد فترات من الزمن ، لكنه لا يكون إلى جانب الظالمين . إن لم تجده .. حاول ان تصنعه أنت.سينتصر التيار حيث تكون انت ، فكن حيث الحق لينتصر الحق بك . المدير العام / أحمد وديع العبسي