بدعوة من منظمة مدنيون للعدالة والسلام وبتاريخ 22 – 23 آب 2020 عقدت مجموعة من الأحزاب والكتل السياسية لقاءً تشاورياً هو الرابع من نوعه في مدينة إستانبول حيث سبقه ثلاثة لقاءات افتراضية حضرها ثمانية عشر حزباً وكتلة سياسية وقد ضم هذا اللقاء الحضوري الأول، خمس عشرة كتلة سورية، وهي:
اتحاد الديمقراطيين السوريين، الإخوان المسلمون، تجمع الحرية والقانون (حق)، حركة نهضة سورية، تيار المستقبل الوطني، التيار الوطني السوري، حركة التجديد الوطني، حركة العمل الوطني من أجل سوريا، حزب أحرار (الحزب الليبرالي السوري)، الحزب الجمهوري السوري، حزب النداء الوطني الديمقراطي، حزب اليسار الديمقراطي السوري، حزب العدالة والدستور (وعد)، رابطة المستقلين السوريين الكرد، المجلس الوطني الكردي.
وقد بدأت هذه اللقاءات بوضع تصور لدور الأحزاب السياسية في الحياة السياسية السورية في مرحلة حساسة وحاسمة من حياة السوريين.
وضعت الأحزاب والكتل السياسية على سلم أولوياتها ضرورة إجراء عملية تقييم ومراجعة لأداء مؤسسات المعارضة المختلفة سواء السياسية أو العسكرية أو المجتمعية من أجل إصلاحها والنهوض بها وتقديم توصيات بل والمساعدة بتنفيذ عملية الإصلاح.
وبدأت نقاشاتها حول الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي يعتبره المجتمع الدولي المؤسسة الرسمية التي تمثل المعارضة السورية سياسياً، وأقر المجتمعون ضرورة إصلاحه وتطوير أدواته وآليات عمله من حيث الهيكلة والرؤية والأداء والخطاب وأيضاً ضرورة تقييم وإصلاح مؤسساته وأهمها الحكومة السورية المؤقتة.
وقد استضافت ورشة العمل الدكتور نصر الحريري رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والأستاذ عقاب يحيى نائب رئيس الائتلاف في جزء من أعمالها، حيث تمحور النقاش حولين سؤالين:
الأول حول نظرة الائتلاف للمشاكل والاشكاليات المتعلقة بالحالة التنظيمية للائتلاف من حيث الهيكلة والنظام الأساسي ومدى صلاحية وثائقه المؤسسة للمرحلة الحالية ورؤية رئيس الائتلاف الشخصية لحلول الإصلاح في التنظيم والرؤى والخطاب والأداء، والثاني حول نظرته لمشكلات الإدارة في المناطق المحررة وتصوره للحلول الممكنة.
وقد أجاب السيد رئيس الائتلاف موضحاً بأن الائتلاف قد شرع فعلاً في مسيرة الإصلاح وبخطوات عملية وأنه لا بد من تتويج عمليات الإصلاح بإيجاد سلطة حقيقية تشكل أداة إنفاذ مشاريع الثورة والمعارضة في المناطق المحررة وفي العملية السياسية.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة الرؤية السياسية وتلقي ملاحظات وتوصيات الكتل السياسية في عملية تطويرها.
كما استضافت الورشة في جزء آخر منها السيد نزار الحراكي سفير سوريا في دولة قطر الذي تحدث عن ممثليات الائتلاف في الخارج وشرح عمل السفارة السورية في قطر كأحد النماذج الفعالة التي لاقت دعم الدولة المضيفة كجهة رسمية تقدم الخدمات للسوريين المقيمين فيها.
وفي نهاية الورشة حدد المجتمعون الاستحقاقات التي تتطلبها المرحلة الحالية من حياة الثورة وتوافقوا على بذل الجهد للعمل على دعم إنجازها وتنفيذها بالتشاركية مع ذوي الصلة من مؤسسات المعارضة الرسمية وغير الرسمية وتتلخص هذه الاستحقاقات بالعناوين الرئيسية التالية:
– إصدار وثيقة الحقوق الأساسية للمواطن السوري.
– الوصول إلى سلطة على الأرض وبناء نموذج حوكمي وتأمين مناخ سياسي مناسب لممارسة الحريات.
– الدفع تجاه هيْكَلة الائتلاف ومؤسساته وتعديل وثائقه ليصبح مؤسسة تمثل الشعب السوري فعلياً وصولاً لتعزيز شرعية الائتلاف السياسية والقانونية.
– تصحيح وتحسين علاقة المعارضة بالجهات الدولية والأقليمية الصديقة للشعب السوري.