ميرنا الحسن
انطلقت مؤسسة (سكن للرعاية والتنمية) مطلع آذار الماضي بحملتها الخاصة بتوزيع سلال غذائية مزدوجة للمعلمين المتطوعين في مدارس مدينة إدلب وريفها المحيط بها الذين مضى على تدريس بعضهم داخل المدارس لكافة المراحل المدرسية أكثر من سنتين، وما يزال عمل المؤسسة مستمرًا بالتعاون مع المكاتب التعليمية في كل مدينة أو بلدة بريف إدلب، وفي مديرية التربية في المدينة، بعد طرح فكرة التوزيع عليهم، واستقبالها بالترحيب من قبلهم، وإمداد الجهة الداعمة بإحصائية كاملة عن عدد المدرسين المتطوعين.
وبما يخص السبب من تلك الحملة قال منسق مشروع التوزيع: “هدفنا تسليط الضوء على المدرسين المتطوعين الذين لا يتقاضون أجورًا من أي جهة كانت، وهذا بمثابة تحفيز بسيط لمتابعتهم التدريس والإسهام بدعم الجيل الجديد”.
وحول حملة المعلمين المتطوعين أوضح (أيمن رجب) مدير مكتب العلاقات العامة في مديرية التربية بإدلب لـصحيفة حبر، أنَّ فئة المعلمين المتطوعين تعتبر من أهم الفئات المساهمة في إنجاح العملية التعليمية كون القائمين عليها يشغلون مكانًا حساسًا ويتابعون عملهم في المدارس بسبب غياب بديل عنهم رغم عدم وجود تغطية مالية، وهم يسعون لتأمين أي دعم لهم، لكن ضعف إمكانيات مديرية التربية جعلهم يبحثون عن أي دعم خارجي لوجستي أو معنوي لهؤلاء المتطوعين، لحثهم على الاستمرار في عملهم، وبث روح النشاط ولو كان المقابل بسيطا لا يقارن بعملهم وتضحياتهم.
وأضاف رجب أنَّها تجربة إيجابية من أنجح التجارب كون المعلم المتطوع يبذل قصارى جهده لإنجاح هذه المرحلة من التعليم، فكانت حالة الرضا من قبل المعلمين المتطوعين كبيرة جدا، وكانوا ممتنين لمن أحسَّ بعملهم وعمل على تقديم هذا الدعم البسيط للمتطوع.
تمَّ التوزيع من خلال مراكز حددها الداعمون والمنفذون مسبقًا، وتمكنوا خلالها من إيصال السلال الغذائية إلى 1000 مدرس متطوع ضمن الخطة المرسومة التي ستنتهي بعد الوصول إلى 2000 مدرس، قرابة 140 منهم داخل مدارس مدينة إدلب، إضافة إلى 192 متطوع في مدارس ريف حلب الغربي، وآخرين سيوزع عليهم لاحقًا مثل مدارس (عين شيب) المحيطة بمدينة إدلب التي لم تتلقَ أي دعم أو إغاثة من أحد رغم حالتهم المتعبة أكثر من غيرهم.
فعقب خروج مدينة إدلب عن سيطرة نظام الأسد، وقبل تشكيل مديرية التربية الحرة في محافظة إدلب، قام العديد من الأساتذة المهتمين بالملف التعليمي بجمع المدرسين وإقامة مشاريع تطوعية عززت فكرة التطوع بعقولهم وجعلتها قائمة حتى اللحظة.
وقد أكَّد الأستاذ (مهند صوان) المتطوع منذ سنتين بإحدى مدارس مدينة إدلب الذي لا يتقاضى أي أجر سوى بعض المساعدات الإغاثية قائلًا: ” نحن كمتطوعين أولوياتنا هي طلابنا كونهم أمانة في أعناقنا، وليس المكاسب المادية، ونتمنى أن يكون مثل هذا التوزيع دوريا لكلِّ المتطوعين، ونطلب ليس فقط من المؤسسات المعنية بالتعليم والمنظمات المدنية بل من الجميع والإعلاميين خصوصًا إيصال رسالتنا التربوية وليس المادية”.