لم تتوقفِ المرأة الثورية عن الكفاح منذ بداية الثورة إلى الآن، فقد بدأت الثورة من بيتها عندما كانت تحرض أبناءها للخروج إلى الحرية، وما زالت تحرضهم على الذهاب إلى الشهادة أو النصر.
دخلتِ المرأة في معظم مفاصل الحياة اليومية وأصبحت موجودة في المدارس والمديريات والجمعيات والمعاهد حتى في المحلات التجارية التي كانت حكراً على الرجل فقط، وقد نجحت في هذا الاختبار رغم وجود مسؤوليات أخرى في المنزل.
أم عبدو صاحبة محل لبيع الأغذية في إدلب تقول: ” اقترحت هذا العمل ولا يوجد مشكلة عند زوجي أيضاً فهو يعمل أعمالاً حرة، طلبات الأولاد كثيرة والمعيشة غالية ولم يعد هناك مشكلة أن تعمل المرأة في المجال الذي تفضله، استأجرت المحل ومعي شريكة هي امرأة مطلقة ونحن نتناوب في العمل ولا يوجد مشكلة في التسوق فالسيارة التي تبيع بالجملة تأتي إلى أمام المحل والزبونات يتقبلن هذا الأمر وخاصة النساء فيفضلن الشراء من عندي”.
نيرمين خليفة مديرة رابطة المرأة المتعلمة: “هدفنا تمكين المرأة في الداخل السوري سواء في مجال التعليم أو في مجال التمكين المهني، المسؤوليات والأعباء كبيرة جداً على المرأة في هذا الوقت ولا تستطيع مجموعة من الجمعيات أن تنهض بهذه الأعباء لوحدها فالجمعيات تؤدي دور الداعم فقط، والعبء الأساسي الذي يقع على معظم النساء هو تأمين عمل يؤمن لهن دخلاً كي تستقلن مادياً لأنه سينعكس إيجاباً على مزاجهن.
هناك مشكلة عند بعض النساء اللائي لا تفضلن الخروج من المنزل للعمل وهذا يعد عائقاً يجب تخطيه، وهناك عوائق أخرى تقف أمام معظم الجمعيات التي تهتم بشؤون المرأة كشحِ الدعم وعدم وجود مشاريع إنتاجية، وهذا يؤدي إلى تأخر تطور عمل الجمعيات.
وضع المرأة المهجرة سيئ جداً من خلال المساكن الجماعية التي لا يوجد فيها ما يراعي حقوقها وحريتها وحرمتها فالتهجير الذي يحصل للنساء وهن دون معيل يعرضهن للاستغلال من الرجال أحياناً، وإن استمر الحال على ما هو عليه سوف نشاهد ظواهرَ مجتمعية أو انحلالاً أخلاقياً في فترة قريبة إن لم يعالج هذا الأمر.
ندى سميع مديرة منظمة بارقة أمل النسائية: “نعمل على نشر الوعي لدى النساء بعيداً عن الإغاثة ونحاول إيجاد فرص عمل لهن لأن هناك أعداداً كبيرة من النساء اللائي فقدن المعيل وهم بأمسّ الحاجة للعمل، وقد ركزت معظم الجمعيات النسائية على المهن وتشغيل المرأة لأن المعاناة المادية تأتي في الدرجة الأولى ولكي نقاوم أول نقطة ضعف عندها، ونساعد بعض النساء على التعلم الجامعي من خلال جامعة رشد وجامعة أكسفورد، قمنا بعمل دورات في التقييم والمراقبة وإدارة الأعمال وإدارة مشاريع بي أم دي ودورة الإعلام المجتمعي.
ونعمل على تعليمهن المهن كالخياطة والمكياج وقص الشعر لتمكين المرأة من العمل”.
هل عملت منظمتكم على تثقيف المرأة لمعرفة حقوقها الشرعية والقانونية؟
سابقاً كنا نعطي بعضهن معلوماتٍ عن هذه الأمور بطريقة إرشادية كنوع من التوعية، لكن ليس بشكل منتظم وحالياً نطمح لفتح مكتب استشاري، لكننا نعمل على تمكين المرأة سياسياً من خلال دورات بالتعاون مع منظمة أوسوم.
إيمان حرصوني مسؤولة المكتب التعليمي في منظمة الأمين:
“المرأة تغيرت في الثورة وتحولت من الضعف إلى القوة لأنها عاشت التجارب المختلفة أصبحت قادرة على تحمل مسؤوليات في العمل والمنزل، وأصبحت فاعلة في المجتمع فهي الآن تشارك الرجل في معظم المجالات وتنجح فيها”.
لذلك فنحن نحتاج إلى حلول عملية حقيقية لمساعدة المرأة، فما زال هناك جهل كبير عند معظم النساء من الناحية القانونية والشرعية، وقد تترك المرأة حقها نتيجة جهلها فيه، وما يزيد المشكلة سوءاً حالة الحرب وعدم وجود محاكم مختصة في أمور الطلاق والإرث وحكم غياب الزوج أيضاً وقلة أدوات الإثبات.