تقرير محمد ضياء الأرمنازي
نظِّمت عدة وقفات احتجاجية في المرافق الصحية والمنشآت الطبية في عموم محافظة إدلب احتجاجاً على قرار الحكومة التركية بتقنين عدد المرضى الذين يدخلون إلى الأراضي التركية بهدف العلاج إلى خمس حالات يومياً فقط من الذين يستحيل علاجهم في الأراضي السورية بسبب نقص الإمكانات واستهداف المنشآت الطبية في عموم محافظة إدلب.
يقول أحدهم: “قبل أن ُتهاجِم الحكومة التركية على هذا القرار، اذهب وحاسب من كان يأخذ 2200 $ حتى يدخل إلى الأراضي التركية بصفة مرافق وهمي مع مريض، ليحرم المرافق الحقيقي من الدخول مع مريضه للعلاج”
لكن، كيف سيكون الحل مع هذا القرار التركي، وعدد حالات المرضى الذين يستحيل علاجهم في الأراضي السورية أكبر بكثير من هذا العدد البسيط المسوح به؟!
نقلاً عن المكتب الإعلامي في مديرية الصحة في مدينة إدلب: “لقد كانت الإجراءات المتخذة مؤخراً من الجانب التركي تقضي بإدخال خمس حالات مرضى فقط في اليوم الواحد، علماً أنَّه لم يكن هناك عدد محدد لدخول المرضى إلى المشافي التركية قبل هذا القرار، وكان ضابط هذا الأمر هو خطورة الحالة وعدم توفر العلاج لها في المشافي السورية.
إنَّ إجراء التقنين من عدد المرضى كان له وقع محزن على المرضى وذويهم وكذلك شكل عبئاً على المشافي والمستوصفات في الداخل المحرر، وأصبحت تقف عاجزة عن التعامل مع هذه الحالات.
مديرية الصحة لا تملك أي خيار حيال هذا الأمر، حيث إنَّ علاج السرطان مثلاً يحتاج إلى مراكز تخصصية بإمكانات كبيرة، وهذا عير متوفر عندنا حالياً.”
علمت مديرية الصحة مؤخراً أنَّ مجلس العلاقات التركية السورية قام بالتواصل مع الحكومة التركية من أجل هذا الأمر، وتمَّ التجاوب من الجانب التركي، وتمَّ رفع عدد دخول الحالات المرضية إلى 20 حالة يومياً مع مرافقين للأطفال تحت سن التاسعة، وهناك وعود بمضاعفة العدد قريباً.
يقول الدكتور (فراس جنيد) وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة: “في الأيام الأخيرة كان هناك تقنين لعدد المرضى السورين الذين يدخلون للعلاج في المشافي التركية، لكن السبب الرئيسي لهذا القرار هو أنَّ معظم المرافقين الذين كانوا يخرجون مع المرضى إلى المشافي التركية لا يعودون إلى الأراضي السوية، وقد دخل إلى الأراضي التركية 900 مرافق ولم يخرج منها إلا 280 لهذا كان هناك توجس من الجانب التركي بخصوص هذا الأمر.
تم التواصل مع وزارة الصحة التركية، وكان هناك تجاوب، وقيل لنا: إنَّ الموضوع قيد الدراسة.
نعلم أنَّ عدد المرضى الذي حددته الحكومة التركية لدخول مشافيها عدد غير كافٍ أبداً، لكن الحل يمكن أن يكون من جزأين أولاً: يكون بتجهيز المراكز ليكون عندنا اكتفاء ذاتي نسبياً وهذا حلمنا، والحل الثاني هو السماح من الجانب التركي لدخول الحالات الضرورية أو زيادة العدد اليومي، والآن أُخبرنا من الجانب التركي أنَّ غداً سيكون هناك اجتماع للتباحث بهذا الأمر.
طلبنا من المراكز الصحية في المناطق المحررة في الشمال السوري تجهيز المراكز في الداخل لكي يكون عندنا اكتفاء ذاتي نسبي، ولكيلا نحتاج إلى تحويل أي مريض إلى الأراضي التركية، مثل حالات جراحة القلب والقسطرة القلبية أو مركز معالجة الأورام أو زرع كلية إلى آخره”.