نوال بالوش |
مع ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة هذا العام، وبعد حرمان الأهالي في المناطق المحررة من الذهاب إلى البحر للسباحة والاستجمام، كان لا بد من وجود بديل للترويح عن النفس والتنزه، كتجهيز المسابح في محافظة إدلب.
بدأ موسم ارتياد المسابح مع بداية الصيف، لكن الصادم هذا العام بالنسبة إلى الأهالي هو ارتفاع أجرة المسابح إلى معدلات عالية، حيث تختلف التعرفة حسب تجهيز المسبح والخدمات والمنطقة التي أقيم فيها، بالإضافة إلى الفترات الصباحية والمسائية، بعدما أصبحت مشروعًا استثماريًا سنويًا للعديد من الأشخاص في ظل ظروف الراهنة وارتفاع الأسعار.
وهذا ما أكده السيد( محمود ملندي)44 عامًا لصحيفة حبر، وهو صاحب مسبح (زهرة المدائن العائلي) حيث جهز المسبح الواقع بمزرعة خاصة كمشروع للإيجار اليومي طيلة الصيف، وبأسعار مناسبة، حسب قوله؛ كي يتسنى لجميع الطبقات الغنية والفقيرة التنزه والسباحة والترويح عن النفس.
وأشار (الملندي) أن “المسبح يقسم إلى قسمين أحدهما كبير ومتسع، والآخر صغير مناسب للأطفال بعمق منخفض، ويحوي القسمان على جهاز فلترة للماء بعد تعبئته، ويتم إضافة حمض الكلور إليه كمعقم لتبقى المياه نظيفة دائمًا، ويتم ذلك عن طريق جهاز الكهربائي موصول بالمولدة الكهربائية ما يزيد من تكلفة المسبح، بالإضافة إلى تغيير المياه أسبوعيًا للحفاظ على نظافتها، وخوفاً من نقل الأمراض للأشخاص.”
وعن الأسعار أوضح (الملندي) ” أن المسبح خاص بالعائلات وهو على فترتين كل 12ساعه أو24ساعه بإيجار يومي كامل بمعدل 30 ألف لـ 12ساعة، وهي كموسم نستغله في فترة الصيف مع مراعاة لظروف الأهالي والعائلات.”
وفي ظل ارتفاع الأسعار وأجور المسابح، لجأ أهل المخيمات في الشمال السوري إلى جعل شاحناتهم وسياراتهم كمسابح صيفية، حيث يقومون بوضع شادر بداخلها ويقومون بتعبئة المياه؛ للسماح لأطفالهم بالسباحة بداخلها للتخفيف من شدة الحر، غير أنها تبقى طريقة غير آمنة وتسبب لهم الأمراض، فبعد انتشار فايروس كورونا في مناطق الشمال المحرر في الفترة الأخيرة، ووصول عدد الحالات إلى ١٩إصابة بتقرير وزاره الصحة، وخوفًا من انتشار الأمراض والعدوى، وحرصًا على سلامة أهلنا، أصدرت الوزارات والهيئات والجهات التابعة كافة تعميمًا يتضمن إغلاق جميع المسابح العامة وجميع الحدائق وملاهي الأطفال وذلك في ١٨/٧/٢٠٢٠م.
وذُكر في التعميم إبلاغ المعنيين بالتنفيذ وإغلاق المحل في حال المخالفة.
وفي ضوء ذلك التقت صحيفه حبر الطبيب (إبراهيم السباع) وسألته عن وضع السباحة في زمن الكورونا، حيث أكد بدوره أنه “لا يوجد دليل أن الفيروس ينتقل عن طريق مياه المسبح وخاصة إذا كان يحوي مادة الكلور بنسبة مدروسة، ومع ذلك يجب أخذ الحذر؛ لأن الفيروس ينتقل من خلال قطرات الهواء ولمس الأسطح في غرفة خلع الملابس، ولم نصادف أي حالة من خلال المسابح في المركز الصحي الذي نعمل به.”
وأكد (السباغ) أن “المسابح أكثر خطرًا ممَّا يعتقد، وهناك مخاطر تتمثل في الأمراض المعدية مثل (التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الحلق، والملتحمة العينية، والتهاب الكبد) وتنتقل عن طريق استخدام المياه الملوثة لمصدر غير آمن لملء حوض السباحة واستخدام المناشف الملوثة من الآخرين.” بالإضافة إلى تأكيده على أهمية الاستحمام قبل وبعد السباحة.
لكل شيء ضريبة، يقول الطبيب (السباغ): “صحيح أن السباحة ممتعه ومفيدة والذهاب للمسبح فرصة للترويح عن النفس؛ ولكن لابد من أخذ الحيطة والحذر في ظل انتشار الأمراض المعدية.”