بقلم علاء درويش
ثمَّة متضرر ومستفيد من حربنا هذه التي دخلت عامها السادس، فيها نصف مليون شهيد وآلاف المعتقلين، وكم لا يحصى من الجرحى والمفقودين، والطفل السوري أخذ النصيب الأكبر من الضرر النفسي والجسدي فيها؛ فمن الأطفال من فقد تعليمه أو حنان أمه، وآخرين حرموا أدنى حقوقهم بسبب فقدانهم أطرافهم، أو أصبحوا المعيل الوحيد لمنازلهم مع أنَّ أعمارهم لا تتجاوز سن البلوغ، فباتوا يتسولون بالطرقات بحثا عن قليل من الرزق الحلال ببيع نوع من أنواع المأكولات، فبات التشرد والتسول شيئا من حياتهم اليومية.
أحمد طفل في السنة العاشرة من عمره بات المعيل لعائلة تتألف من سبعة أطفال، وأمه مصابة ببتر في قدمها بعد استشهاد والده بغارة روسية، حيث حُرم من مدرسته منذ عامين؛ يغادر منزله من السابعة صباحا ليس طلبا للعلم، وإنما بحثا عمَّن يشتري منه البسكويت، فيجول كل طرقات حلب وأسواقها حتى تغيب الشمس وتغلق الأسواق أبوابها، لكن من المحزن أنَّ بعض الأشخاص يدفعون مبالغ ليست بقليلة عند محال الطعام الجاهز أو يركبون سيارات باهظة ويدخنون أفخر أنواع التبغ،نواع ال فعندما يطلب منهم أمثال أحمد أن يشتروا منهم يعاملوهم بقسوة وينسون كلام الله تعالى حيث قال: وأمَّا السائل فلا تنهر *وأما بنعمة ربك فحدث.
كيف يعالجون مصيبة تهدد مستقبل سوريا بأخطاء بدلا من أن يقوموا برعاية أو كفالة أو افتتاح مدرسة تحضن طفلا وتقيه شر التشرد، كم من أمثال أحمد في مناطقنا وغيرها!! فالتشرد لم يولد فقط في هذه الحرب، بل انتشر فيها بشكل بات كبيرا، وإن لم تعالج في حكمة وسرعة سنفتقد جيلا قد يبني أمة غدٍ.