تحقيق : بيبرس الثورة.وا إسلاماه هذه الكلمة التي ترددها أخواتنا المعتقلات في أفرع أمن النظام وسجونه، السجون التي لا تشبه السجون بل هي أقرب إلى الكهوف المظلمة في العصور الحجرية التي لم يدخل إليها الإنسان الحديث، فهي أقرب ما تكون إلى كهوف في غابات الظلام التي تخفي وراءها الكثير من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، فلا إنسانية هناك ولا قوانين لكن ثمّة قانون واحد فقط وهو قانون الغاب، فالأسد يأمر والذئاب تنفذ وتطيع، لا بل وتبدع وتتفنن بأساليب التعذيب التي تعلمتها من الجامعات السوفييتية التي خرَّجت ذئاباً جلادين يتقنون فن النحت على الجثث المكبَّلة وبإشراف أساتذة من جامعات (إيران الإسلامية) مختصين في فن استخدام المثاقب الكهربائية التي رأينا تماثيلها الشنيعة على جثث المدنيين في العراق الفارسي.تقول عفيفة خرجت من أحد الكهوف والأفرع الأمنية ناقلةً لنا بكاء الأيامى و أنَّات الثكالى اللواتي أعمارهنَّ تبدأ من 16 سنة إلى 45 سنة واللائي كتبنَ بالدموع قبل أن تجف هذه الرسالة وختمت بالدماء قبل أن تنفذ: ( أين أنتم يا رجال المقاومة أين أنتم يا مسلمين نحن حرائركم في السجون وأنتم خارجه، ماذا تفعلون؟! اعلموا أننا نغتصب كل يوم ومنَّا الكثير قد أصبحنَ حبالى ومنَّا من أنجبتْ ومن ستنجب، ومنَّا من ماتت وهي تغتصب، أهكذا ترضون بالذُّل لنا وأنتم تنعمون بالراحة؟! اعلموا أنَّ كل مرة عند اغتصابنا يطلبون منَّا أن نصرخ وننادي وا معتصماه وا إسلاماه، ويطلبون منَّا أن نقول: إنَّ بشار ربَّنا وقد قلنا أمامهم نعم، قلنا للتخفيف من العذاب، والآن نطلب من المجاهدين العمل على فك أسرنا فإن لم يستطيعوا فليدمروا تلك السجون فوق رؤوسنا ورؤوس الخنازير النصيرية وكلاب السنة كي نموت ويُغسل عارنا تحت التراب).ولأهمية هذا الموضوع الحساس وحرصا منا نحن في (صحيفة حبر) على خروج جميع المعتقلات من سجون النظام كان من الضروري طرح السؤال الذي يدور في رأس كل مسلم ومسلمة في المناطق المحررة هل هناك مفاوضات مع النظام لفك أسر المعتقلات والإفراج عنهم؟التقت صحيفة حبر مع رئيس العلاقات العامة في (المحكمة الشرعية في حلب وريفها) أبو عثمان الحافظ، فكانت الأسئلة الآتية:من هي الجهة الثورية التي يحق لها التفاوض مع النظام وهل عندكم أسرى من عناصر النظام أو الإيرانيين أو اللبنانيين للتفاوض عليهم؟بالنسبة إلى الجهة التي يحق لها التفاوض هي المحكمة الشرعية باسم عدة فصائل، وقد حضر ممثلون عن تلك الفصائل أثناء التفاوض، ولدينا أسرى من الأفغان وعددهم اثنان أحياء وخمس نساء شيعيات ومعهنَّ ستة أطفال وإحدى عشرة جثة لقوات النظام.هل فاوضتم النظام وما هي طلباتكم وهل هناك وقت محدد لانتهاء المفاوضات؟نعم فاوضنا النظام، وكان عبر الوسطاء من الهلال الأحمر طبعًا كان عندنا طلبات ومن ضمنها نساء من منطقة حندرات وسيفات، وأسرى لكتائب متبقية أسرت في اقتحام حندرات، وجثث عمال صيانة الكهرباء في نفس المنطقة، والكرة الآن في ملعب النظام، وذهب الهلال الأحمر ولم يأتنا بجواب إلى الآن بسبب تعنّتِ النِّظام وعدم مبالاته لقتلاه وأسراه.هل فاوضتم النظام قبل هذه المرة ونجح التفاوض، وهل تعلمون كم هي أعداد النساء المعتقلات عند النظام؟طبعاً فاوضنا النظام قبل هذه المرة باسم فصائل معينة، وتم إطلاق سراح الأسرى من الطرفين، ومنهم من المؤسسة الأمنية وكتائب أبو عمارة وأحرار الشام وغيرها، أما بالنسبة إلى أعداد المعتقلات عند النظام فالعدد كبير جداً والنظام كاذب ولا يعطي معلومات صحيحة عن أعداد المعتقلين والقتلى لديه.لماذا لا تستثمرون المعتقلين عندكم وجثث النظام والعصابات الشيعة إعلامياً للضغط على النظام؟تم ذلك عدة مرات بتصريحات عبر الإعلام بأنَّ النظام يراوغ في المفاوضات وغير جاد وهذا معروف لدى الكل وهناك مثال النساء والأطفال في عدرا وصور الشيعة من جنسيات مختلفة لكنَّه غير جاد وبشهادة الوسطاء ونحن جاهزون لإكمال التفاوض في حال كان النظام جادًا فيما يقول، وعندنا معلومات بأنَّه لا يأبه لهم البتة.يجب علينا ألَّا ننسى أنين المعتقلين في سجون النظام، الذين ينتظرون منَّا العمل على فكِّ أسرهم بشتى الوسائل المتاحة، وكما حدث مؤخراً عندما قطع الثوار خطوط الكهرباء عن مناطق النظام للضغط عليه لإخراج الطالبات الجامعيات الذين تم أسرهم في مدينة إدلب المحتلة.يجب على الكتائب المقاتلة أن تعمل وتجتهد على أسر ضباط ومسؤولين عسكريين مهمِّين بالنسبة إلى النظام كاللبنانيين والإيرانيين بصفة خاصة، لأنَّ النظام يستميت للتفاوض على مثل هؤلاء ليكون الضغط أكبر عليه، فيكون عدد المفرج عنهم من المعتقلين الثوريين أكبر، فالنظام لا يهتم بالجنود السوريين، لكنّه يفاوض على جثث الأجانب أكثر ممَّا يفاوض على الأحياء من قواته.