تقرير: محمد ضياء أرمنازيلا يخفى على أحد أن المعركة في سوريا قد تطورت بعد عدة مراحل من الثورة السورية، ومنذ بدايتها السلمية التي نادت بالحرية والسلمية فكان السلاح الوحيد عند الثوار حناجرهم وصدورهم العارية، وكان الرد من النظام بالطلقات المتفجرة في الرؤوس والقلوب، وأقحمت الدبابات، وبدأ العمل الثوري المسلح بأسلحة فردية بسيطة كالمسدسات وبنادق الصيد، وتطورت المعركة حتى استخدم النظام المدافع والطائرات الحربية وصواريخ السكود إلى أن استخدم الأسلحة الكيماوية “المحللة سورياً” ولكنه لم يستطع بجميع ترسانته العسكرية الوقوف أمام غضب الثورة فاستعان بالميلشيات الشيعية من بلاد الحقد فلم تحمه، وأخيراً أدخل العدو القديم للمسلمين (الروس الصليبيين).دخلت القوات الروسية الغازية إلى جبهات القتال على الأرض في ظل تواطؤ دولي واضح وبحجة محاربة الإرهاب وبدأت معركتها على المشافي والمدارس والجوامع ودخلت إلى الجبهات بقوة سلاح الطيران الحديث “بقنابله المزكاة صليبياً” فهل ستنجح روسيا بسلاحها المتطور على إيقاف نبض الثورة أو ستكون سبباً في نشاط أسرع لنبض الثورة؟يقول: الفاروق وهو قيادي عسكري في حركة أحرار الشام الإسلامية.لم تتأثر المعركة كثيراً بعد التدخل الروسي، لقد استطاع الثوار استيعاب الصدمة الأولى من كثافة النيران من الطيران الروسي، وقد رأينا هذا في المعارك الأخيرة في ريف حماة عندما دمر الثوار عددا كبيرا من الدبابات واستطاعوا الثبات بالرغم من كثافة النيران المستخدمة.أما بالنسبة إلى تأثير التدخل الروسي على الأفراد العسكريين فأقول لقد ارتفعت المعنويات عند جميع المقاتلين بشكل واضح حتى أصبح بعض الأفراد يأخذون دور زملائهم في الجبهات حتى وصل حال بعضهم إلى التحايل على دورهم في الرباط وأخذ دور غيرهم في الجبهات!هل لمستم وجود أسلحة روسية حديثة بغض النظر عن سلاح الطيران؟بالحقيقة هناك أسلحة حديثة أدخلت على الجبهات ومنها راجمات صواريخ إيرانية الصنع تحمل على سيارات دفع رباعي ودبابات روسية حديثة وأيضاً دبابات (“سمراء” عربية) بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع الحديثة.معظمنا سمع من وسائل الإعلام عن وصول أسلحة حديثة للثوار بعد التدخل الروسي المباشر فهل هذا الكلام صحيح؟إلى الآن لم نر أيَّ سلاح جديد أدخل للثوار سوى صواريخ “التاو” التي كانت موجودة قبل التدخل الروسي، لكن ما وصلنا هو الكلام فقط والتصريحات من بعض المسؤولين والكلام في غرف الفيس بوك أو التغريدات على التويتر!كلنا أصبح يعلم أن الطيران الروسي الحديث يحدد أهدافه بدقة ثم يقصفها، فكيف تتعاملون مع هذه المشكلة الجديدة؟نتخذ الإجراءات العسكرية المناسبة التي تمنع الطيران من تحديد أماكن وجودنا، وهناك عدة طرق أخرى قد تعلمناها من المقاتلين الشيشانيين.غير أن توفر السلاح الفعال المضاد للطيران سيغير مجريات المعركة تماماً وسوف تنقلب المعركة لصالحنا، فعلى الرغم من الغطاء الجوي الروسي لقوات بشار على الأرض إلا أن هناك ثباتا وتقدماً.ويقول: المستشار العسكري العقيد الطيار محمد بكور:بشكل عام كان هناك تخوف من قبل الثوار من وجود الطيران الروسي الحديث على أرض المعركة بناء على ما كان يسوَّق إعلامياً حول قوة هذا الطيران وحداثته لكن بعد أسبوعين من الاستخدام الفعلي لهذا الطيران ثبت للمتابع أن الطيران الروسي ليس أكثر تأثير من الطيران السوري، وإنما أسلوب العمل يختلف، فالطيران الروسي أكثر تنظيماً مع اعتماد التقنيات الحديثة بكثافة لكنها كانت قليلة الفعالية قياساً بما أشيع عنها، لكن بشكل عام الطيران الروسي يمتلك قوة تدميرية أكبر وأكثر دقة في تحديد الأهداف لكن دقته في التصويب والتهديف ليست أحسن من الطيران السوري حيث لم تتجاوز نسبة الإصابة المباشرة للهدف 30% من عدد الطلعات الجوية.بعد معركة ريف حماة الشمالي والخسائر التي مني بها الروس والجيش الأسدي ارتفعت معنويات الثوار بأنهم استطاعوا امتصاص فورة الروس خلال وقت قصير، واستطاعوا التعامل مع محاولة التقدم لقوات الأسد بحنكة عالية وتكتيك متطور أفقد الطيران الروسي جزءا كبيرا من فاعليته.باعتبارك خبيرا عسكريا ما هي أهم النصائح التي تقدمها للثوار على الأرض؟في ظل التقنية الحديثة المستخدمة من طرف الروس لتحديد الأهداف عن طريق الطائرات المسيرة، يجب على المقاتلين التركيز على تدابير التمويه والتجهيز الهندسي وأعمال التحصين والأعمال التظاهرية وعدم الاستهانة بأساليب الحماية الفردية مثل الحفر الفردية والخنادق، والأهم من كل ذلك تبديل أماكن التمركز بعد كل عملية استطلاع روسية ولمسافة لا تقل عن 1 كم عن المكان القديم.وهذه هي توصيتي للثوار على الأرض أيضاً.