بقلم عبد الملك قرة محمد
إنَّ سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها السوريون اليوم بين ارتفاع أسعار الدولار وانخفاض الليرة، أدَّى إلى انخفاض مستوى المعيشة لكافة شرائح المجتمع السوري، وسط تمسك النظام بالسلطة وتعلقه بالقشة الروسية التي تمنعه من الغرق بعد انهيار اقتصاده؛ بسبب الأزمات التي تعرض لها لاسيما الخسائر الحربية والعمليات النوعية التي تقوم بها فصائل المعارضة يوميا، أضف إلى ذلك انشقاق عدد كبير من الموظفين الذين يوازون في انشقاقهم انشقاق العسكرين من حيث التأثير على النظام لاسيما التحاقهم بمؤسسات الثورة من مدارس ومنظمات وجامعات.
وممَّا زاد الأمر تعقيدا انخفاض الليرة التي تعدُّ العملة المتداولة في مؤسساته، حيث لا تتعدى أعلى الرواتب التي يتقاضاها الموظف لديه حدَّ الستين دولارا، والتي ربَّما لن تكفي ثمنا للخبز على مدار شهر كامل….
ورغم ذلك ما يزال عدد كبير من الموظفين يتمسكون بوظيفتهم رغم خطورتها الكبيرة من حيث صعوبة الوصول وقلة المرتبات، وعن السبب في ذلك صرَّح عدد من الموظفين القاطنين في المناطق المحررة، والذين ما يزالون على صلة بالنظام الأسدي ومنهم المدرس: (محمد. ع) والذي يبلغ من العمر 53 عاما بقوله: إنَّ سنوات خدمته قد تجاوزت الثلاثين عاما وراتبه لم يتعدَّ الأربعين ألفا فقط، وعن سبب استمراره يقول: إنَّني متمسك بالنظام بسبب التأمين الاجتماعي الذي يوفره النظام بعد التقاعد …..
وحول المعاناة التي يواجهها الموظف لدى مؤسسات النظام يقول الموظف (خالد.م): إنَّ راتبي لم يتجاوز الثلاثين ألفا، ويضيع قسم كبير منه بين أجور للمواصلات ورشاوى للحواجز المنتشرة، كحواجز السعن التي تستغل المواطنين بجشع كبير، والتي تعدُّ المصدر الأول لضياع الأموال، وعن سبب عدم التحاقه بمؤسسات الثورة قال: إنَّها تفتقد إلى الديمومة وسط سيطرة المؤسسات العسكرية على المؤسسات المدنية، معترفا بأنَّ مدارس النظام غير قادرة على القيام بمهامها بسبب عدم توفر الكوادر حيث، لا يتجاوز عدد الحصص اليومية ثلاث حصص في اليوم الواحد على الأكثر…..
وفي سياق متصل فإنَّ مناطق النظام تشهد امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، والتي يذهب إليها عدد من الطلبة داخل المناطق المحررة طلبا للاعتراف، لينتهي المطاف بالطلبة وذويهم داخل سجون القمع الأسدي قبل وصولهم إلى امتحاناتهم، وهذا ما تقوم به الحواجز المنتشرة لاسيما على طريق حلب.
وفي ذلك تقول الطالبة الجامعية فاطمة: إنَّ السرقة المالية التي تسببها حواجز النظام هي أشياء عادية لا تدعو إلى العجب إذا ما قورنت بالاعتداء على النساء لفظا، وكذلك سرقة المصاغ جشعا وطمعا…. وعن سبب عدم التحاقها بجامعات الحكومة المؤقتة قالت: إنَّ الإكمال لم يتح لطلاب السنة الرابعة، وهذا ما يجبرها على تحمل الأعباء المادية التي تفرضها عليها صعوبة المواصلات وغلاء الأسعار.
ومن جهة أخرى، قامت مديرية التربية والتعليم في المناطق المحررة بإعلان انفصالها عن المؤسسات التابعة للنظام السوري، وذلك من خلال سحب الأختام التابعة لمديرية التربية في حكومة النظام مع السماح للموظفين بتقاضي رواتبهم من النظام، وهذا ما يدعو الكثيرين إلى ترك وظيفتهم؛ بسبب زهد المرتبات واللحاق بركب الثورة ….