أحرقت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) وقوات النظام السوري عدداً من المنازل والأفران في منطقة تل رفعت شمال مدينة حلب (شمالاً)، قبل انسحابها منها، فيما يتواصل التجاذب بشأن مصير مدينة منبج عشية الاجتماع الأميركي – التركي حول مستقبل المدينة، المقرر غداً الإثنين.
وقال ناشطون، اليوم الأحد، إنّ عناصر “قسد” انسحبوا نحو مدرسة “المشاة” ومدينة منبج وقرية الحصية، بينما انسحب عناصر الحرس الجمهوري والأمن العسكري التابعون لقوات النظام إلى بلدتي نبل والزهراء، بالإضافة إلى انسحاب الشرطة العسكرية الروسية نحو مدينة حلب.
ورأى مراقبون أن الانسحاب من تل رفعت جاء بعد تفاهمات روسية – تركية على تسليم المنطقة إلى فصائل “الجيش السوري الحر” في وقت لاحق. وكانت تركيا قد أعلنت مراراً نيتها استعادة المنطقة وتسليمها إلى أهلها.
وكانت مليشيات “القوات الشعبية”، التابعة لقوات النظام، قد استلمت إدارة مدينة تل رفعت وبلدة دير جمال وعدة قرى شمال مدينة حلب، من “وحدات حماية الشعب”، بينما يطالب أهالي منطقة تل رفعت النازحون بشكل مستمر فصائل “الجيش السوري الحر” والجيش التركي ببدء عملية عسكرية لاستعادة منطقتهم التي سيطرت عليها و”حدات حماية الشعب” في فبراير/ شباط عام 2016.
في السياق، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن عناصر وضباط القوات الإيرانية والقوى الموالية لها انسحبوا من منطقة تل رفعت ومحيطها، بعد خلافات مع روسيا حول مشاورات روسية – تركية، لتسليم تل رفعت إلى القوات التركية والمعارضة السورية العسكرية، مقابل انسحاب فصائل المعارضة من مثلث غرب جسر الشغور – سهل الغاب – ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
ولفت المرصد الحقوقي إلى أنّ التفاهمات التركية الروسية تتضمن أيضاً استكمال فتح طريق غازي عنتاب الذي يصل تركيا برياً بالحدود الجنوبية لسورية مع الأردن، وإنهاء وجود القوات الكردية في ريف حلب الشمالي بعد انسحابها من عفرين.
وتأتي هذه التطورات عشية اجتماع من المقرر أن يعقد، غداً الإثنين، بين وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو ونظيره الأميركي مايك بومبيو، في العاصمة واشنطن، للبت نهائياً في مستقبل مدينة منبج شمال شرق محافظة حلب الخاضعة لإدارة مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”.
ويزور وفد من المعارضة السورية مدينة منبج. وقد قالت مصادر محلية إن وفد المعارضة، الذي ضم كلّاً من رئيس حركة التجديد الوطني، عبيد النحاس، والإداريين أنس طعمة ومحمد السرميني، دخل عن طريق معبر جرابلس في ريف حلب الشمالي.
كذلك زار وفد من المعارضة المقربة من النظام السوري مدينة القامشلي الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية شمال شرق سورية.
وقالت عضو الوفد ميس كريدي: “من حسن حظنا أن الزيارة نضجت بالتزامن مع هذه التصريحات، لأنه لا بد من البناء على ورقة سياسية، وهذه التصريحات يجب أن تُفهم بأنها دفع باتجاه عملية سياسية”.
وقال مسؤول كردي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة “فرانس برس”، إن الزيارة تتم بالتشاور مع النظام السوري وتأتي في سياق محاولات النظام الحصول على مكسب سياسي في المنطقة بعدم إعطاء التحالف الدولي الشرعية لوجوده في الشمال السوري، مضيفاً أن الوفد يحاول لعب دور الوسيط بين الإدارة الذاتية والأحزاب الكردية من جهة والنظام السوري من جهة ثانية.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد صرّح الخميس الماضي بأن أمام “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة من التحالف الدولي، خيارين، إما المفاوضات أو الحرب.