علم “العربي الجديد” من مصادر مطلعة، أن الأفرع الأمنية التابعة للنظام، سلّمت دائرة النفوس بريف دمشق، صباح اليوم الجمعة، قائمة جديدة بأسماء المعتقلين من أبناء مدينة داريا، الذين قُتلوا تحت التعذيب في أقبية الأفرع الأمنية.
وقالت مصادر متطابقة من أهالي المعتقلين المتوفين من داريا لـ”العربي الجديد” إن “قائمة تضم أسماء ما يُقارب ألف مُعتقل من مدينة داريا بريف دمشق، وصلت من الأفرع الأمنية إلى دوائر النفوس بريف دمشق”، موضحةً أن دوائر النفوس بدأت بتغيير حالة المعتقلين من حي إلى متوفي على أنظمتها الإلكترونية.
وأوضحت المصادر أن الأهالي يعرفون تباعاً بأسماء المُعتقلين، بعد أن تقوم أفرع النظام الأمنية بإرسال أسماء المعتقلين الذين قُتلوا تحت التعذيب.
وتُعتبر هذه القائمة هي الأضخم من نوعها منذ أن بدأ نظام الأسد بإرسال قوائم بأسماء المُعتقلين في عدّة مدن وبلدات سورية.
وكان النظام قد أرسل قائمة سابقة تضم أسماء العشرات من المعتقلين الذين قتلهم تحت التعذيب، من بينهم الناشط السلمي يحي شربجي.
وبحسب “مجموعة معتقلي داريا”، فإن عدد المعتقلين من داريا يبلغ نحو ألفي معتقل، أي أن النظام قتل العدد الأكبر منهم تحت التعذيب في الأفرع الأمنية.
من جهتها، ذكرت “تنسيقية أهالي داريا في الشتات” أنها تمكّنت اليوم بالتعاون مع “فريق التوثيق” من إحصاء 68 قتيلاً موثّقين بالأسماء، قتلهم النظام السوري تحت التعذيب في الأفرع الأمنية السوري.
وقال مصدر في التنسيقية لـ “العربي الجديد” إن “سبعة من أصل الضحايا الـ68 قُتلوا بعد أن أعدمتهم قوات الأسد في سجن صيدنايا العسكري بتاريخ 15 يناير/ كانون الثاني من عام 2013”.
وبحسب ما نقلت التنسيقية عن مصادر من السجل المدني في داريا، فإن “النظام قام بإرسال قائمة فيها أسماء الشهداء الذين استشهدوا تحت التعذيب وفيها ما بين 950 و1000 اسم، على أن يكون هُناك قائمة ثانية سترسل بعد فترة”.
وبلغ عدد المعتقلين قبل استصدار إخراجات القيد 2809 معتقلاً موثقين بالاسم، بالإضافة إلى 122 مفقودا، إلا أن الجهات الحقوقية تتوقّع أن يكون الرقم بحدود 3400 معتقل.
في سياق مواز، سلّمت قوات النظام السوري، أول من أمس، قائمة إلى دوائر النفوس والسجل المدني في القلمون الغربي تضم أسماء 30 معتقلاً قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
وقال موقع “صوت العاصمة” (سوري محلي): “إن القوائم تم تعليقها في دائرة نفوس يبرود، مع انتشار أخبار عبر سكان البلدة تُفيد بضرورة مراجعة الدائرة لاستكمال مُعاملة الوفاة”.
ويزعم مسؤولون في النظام السوري، أن هؤلاء المعتقلين، توفوا إما بسبب سكتة قلبية، أو أمراض أخرى، أو بسبب “القنص على يد العصابات الإرهابية المسلحة”، غير أنّها تُخفي كل الأدلة الحقيقية، ولا تقدّم دلائل على مزاعمها، بما في ذلك الجثث التي لم يعثر عليها ذوو المعتقلين.
وكان النظام قد بدأ بتسليم دوائر النفوس في المحافظات السورية، أسماء المعتقلين الذين قُتلوا تحت التعذيب، بعد أن كان مصيرهم مجهولاً لسنوات، غير أنه لم يعترف بمقتلهم تحت التعذيب، بل ادعى أنهم توفوا نتيجة أمراض مختلفة دون أن يقدّم أي أدلة طبية، بما في ذلك جثث المتوفين ليتم عرضها على الطب الشرعي وتأكيد سبب الوفاة.
ووصلت الدفعة الأولى من أسماء المعتقلين المتوفين تحت التعذيب في محافظة الحسكة في أبريل/ نيسان الماضي، تبعها دفعة أخرى في مدينة المعضمية بريف دمشق، ثم الزبداني وحماة ويبرود وغيرها من المناطق والمدن السورية.
المصدر:العربي الجديد