كشف صرافون في الغوطة الشرقية عن رصدهم كميات كبيرة من الأموال المزورة, وخاصة العملة من فئة “500” ليرة سورية ذات الطبعة الروسية، مؤكدين أن الكثير من المدنيين يتداولون هذه الأموال دون معرفتهم بأنها مزورة.وأفاد “أبو بسام”, صاحب محل صرافة في مدينة دوما بأنه “كل يوم يأتيني عدد من الأشخاص المدنيين يحملون هذه الأموال دون علمهم بأنها مزورة”، مشيراً الى أن تزوير العملة السورية من فئة الـ”500” ليرة ذات الطبعة الروسية يبدو أمراً بسيطاً بسبب ألوان هذه الفئة وإمكانية طباعة عملة مزورة بنفس الألوان.وأكد أن تمرير هذه العملات المزورة بين المحال التجارية أمر سهل وخاصة في الليل.بدوره، كشف “أبو سامر”، موظف سابق في المصرف المركزي السوري, أنواعًا كثيرة من العملات المزورة، مؤكدا أن أي مواطن عادي يستطيع كشف تلك العملات المزورة ببعض الانتباه, فمهما تطابقت نسبة التزوير لن تتجاوز الـ80%، وفق ما نقل تلفزيون “الآن” .وأضاف : “هنالك طرق كثيرة للتزوير, لكن أخطرها تلك التي يتم تزويرها خارج سوريا, حيث تطبع على عدة مراحل, وهذا النوع من التزوير قد لا يكشف بالعين المجردة, كما أن هنالك عمليات تزوير تتم بدمشق وتحتاج لمعدات مكلفة نوعا ما.وتحدث “أبو سامر” عن بعض الطرق لكشف العملات المزورة, وقال: “عمليات التزوير البسيطة يمكن اكتشافها من حيث نوعية الورق, أما التي تزور داخل دمشق فيمكن اكتشافها بتوجيهها الى الضوء؛ فالعملات المزورة لا تحتوي شعار النسر، والرقم 500 تحت النسر، كما أن هنالك خطا طوليا بداخله كتابات لن توجد في المعلات المزورة”, منوهاً إلى أن هنالك الكثير من الطرق لاكتشاف العملات المزورة ومنها الملمس، لكن الأمر بحاجة لانتباه كبير من قبل المواطنين.وتبقى المناطق المحررة والمحاصرة “خاصة” هي أكثر المناطق المناسبة لتصريف تلك الأموال، كونها بعيدة عن المحاسبة، إضافة لكون المناطق المحاصرة تعاني من شح كميات الأموال في الأسواق, وتلف الكثير من العملات نتيجة التداول.بدوره، اتهم “أبو طلال”، صاحب محل صرافة في دوما, مسؤولين في نظام الأسد بالوقوف وراء عمليات تزوير العملات وضخها في المناطق المحررة، وعللّ اتهامه لهم بالقول: “إن تمرير مبلغ بسيط من العملات المزورة قدره 5000 ليرة يحتاج إلى 100 ألف ليرة سورية غير مزورة، لذلك فنحن بحاجة لمبالغ تتجاوز عشرين ضعفاً من العملات الأصلية لتمرير المبلغ المزور، واعتقد أن مثل تلك المبالغ غير موجودة إلإ في دمشق وإمكانية إدخالها عبر حواجز النظام أمر سهل” .وأضاف: “إن ظاهرة تزوير العملات هي مؤشر على مدى تهاوي سلطة النظام الأسدي، والفساد داخله، ومدى تهاوي اقتصاده لدرجة أن المواطن العادي أصبح يرى في الدولار والذهب ضمانة وحيدة لأملاكه فكيف بالتجار وأصحاب الاستثمارات!”.