بقلم فريق التحرير
إن شهر رمضان يجب أن يتحول في عقلية كل مسلم من مناسبة دينية باتت تؤثّر فيها العادات إلى مدرسة لبناء القيم وفرصة لعناق كل أمنية يحلم بها، وعلينا أن ندرك أننا أمام مدرسة روحية تربي أرواحنا وأجسادنا، وتجذّر المعاني الكبيرة في نفوسنا.
إن رمضان يعلمنا قيمة الهدف في الحياة، لأن الحياة بلا أهداف لا معنى لها. ترى ذلك في قول نبيك صلى الله عليه وسلم ” من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”. فإن كل مسلم يدخل بوابة هذه المدرسة يعمل وهو ينظر إلى نهاية الطريق الذي رسمه لنفسه في أول الشهر وآمن به، على بصيرة يرى من خلالها النتائج، وتهتف به وتدعوه لعناق رحلته الكبرى في ثلاثين يوماً.
من الصائم؟”الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعا صالحا وكذلك أعماله.هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، وفي الحديث “ربَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوع والعطش”. فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته فتصيره بمنزلة من لم يصم.ابن القيم الجوزية/ الوابل الصيب (بتصرف)