بعد أن أدرك الشعب السوري ضرورة العمل السياسي لتحقيق مطالب الثورة، بات يتقبل فكرة وجود كيان سياسي ينطق باسمه أو يدافع عنه على الأقل عن السنوات السابقة التي شهدت تهميش السياسيين وغلبة العسكريين بالسلاح.
تشكيل الهيئة السياسية لمحافظة حلب:
عقدت الهيئة مؤتمرها التأسيسي في السادس عشر من أيلول في مدينة الأتارب غرب حلب، وحضر المؤتمر عدد كبير من الشخصيات الفاعلة في الوسط الثوري بدءاً من الحكومة المؤقتة إلى القضاة والإعلاميين والمستقلين وغيرهم، وقال محمد يحيى نعناع: (رئيس اللجنة التأسيسية للهيئة السياسية في حلب): “الهيئة السياسية مشروع قديم، لكنه تعثر في السنوات السابقة، وهدفنا هو توحيد القرار السياسي للثورة السورية “، وذكر أنَّ الدول الكبرى تستثمر الوضع في سورية، وذلك نتيجة ضعف سياسي سوري .
أما أهداف الهيئة السياسية فبينها (حسن عبيد) نائب رئيس الهيئة السياسية لحلب: “لسنا بحاجة إلى المراوغة في ماهية أهدافنا، نحن واضحون جدا، أهدافنا هي نفسها أهداف الثورة السورية التي خرجت من المساجد في عام 2011 ولا يحق لنا أن نحيد عن هذه الأهداف.”
ورأى سياسيون حضروا المؤتمر أنَّ خطوتهم هذه جاءت متأخرة، حيث قال (محمد سلامة) نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة: “معركتنا السياسية لا تقل أهمية عن معركة السلاح” وأكد على ضرورة إنتاج قرار سياسي بعد كل معركة.
كما بارك سلامة كل الخطوات التي تشجع على العمل السياسي.
الهيئة السياسية والمجتمع المدني:
علِمَت الهيئة السياسية أنَّ قوتها مستمدة من الأهالي ولن يكون لها صوت سياسي إذا غيبت الأهالي عن أعمالهم وقراراتهم، لذلك عقد اجتماعات عديدة مع مختلف السكان بريف حلب، وآخر اجتماعاتهم كانت في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي مع وجهاء القرى.
وخلال الاجتماع قال أحمد عبد الحميد: ” الاجتماع بين الرئاسة والوجهاء ورؤساء المجالس يتضمن التعريف عن الهيئة السياسية والعمل الذي قامت به، بالإضافة للتحضير والاستماع من الجميع كونهم أساس الهيئة”.
ونوه إلى أنَّ الهيئة السياسية تراقب الأخبار السياسية لحظة بلحظة لدفع الثورة إلى مكانتها المستحقة، وأكد على ضرورة وقوف الأهالي معها.
وأثناء الاجتماع سُئِل عضو الهيئة السياسية عن أعمالهم حتى الآن فأجاب: “قامت الهيئة السياسية بالعديد من الأدوار الإيجابية على مستوى السياسة الخارجية، فكان لنا عدة نشاطات بخصوص مؤتمر سوتشي، فشكلت برفقة الهيئات الأخرى ضغطاً على القرار حتى تم تغييره.”
هذا وتحاول الهيئة السياسية الوصول إلى القرى والمدن لتعريف الأهالي بالهيئة، حيث ذكر أحد أعضاء الهيئة السياسة أنَّهم قاموا بثلاث زيارات لأماكن متفرقة، وأنَّ أولى اهتماماتهم خلق جو تفاعلي مع الأهالي ومجلس المحافظة وغيرهم من المؤسسات، وأكَّد على أنَّ مهمة الهيئة تمثيل كل فرد وكل قرية في المناطق المحررة سياسياً.
يتزامن العمل السياسي هذا مع وضع مجهول ومستقبل غامض حول مصير البلاد خصوصاً بعد إعلان القوات الروسية انسحاب بعض قواتها من سورية بعد إحراز نصر على تنظيم الدولة في عدة مناطق، فهل تستطيع الهيئات السياسية والقوى الثورية كسب القضية في المحافل الدولية؟