عماد إسماعيل
تكاد العلاقة أن تكون عضويةً بين النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي رغم نفي الطرفين لهذه العلاقة.
فالوقائع على الأرض أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الطرفين ينسِّقان فيما بينهما على أعلى المستويات خاصة في المجال الأمني والعسكري فمنذ بداية الثورة السورية انسحب النظام من مؤسساته العسكريّة والحكوميّة في المناطق الكرديّة وتمّ ملء هذا الفراغ من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وهذا ما صرّح به النقيب حمد الدغمة مدير ناحية عامودا بعد انشقاقه عن النظام حيث أكّد الدغمة أنه كان يتلقّى الأوامر من أعلى المستويات بعدم التعرض لعناصر حزب الاتحاد وتسليم المقرات الحكومية تباعاً لهذا الحزب كما ظهرت أوجه التعاون الأمني في الزيارات العديدة التي قام بها مسؤولون في حكومة النظام لمدينة القامشلي من وزير الداخلية محمد الشعار وصولاً لعلي مملوك.
فنظام الأسد الذي أمدّ وحدات حماية الشعب بالسلاح والعتاد وحتّى رواتب بعض مقاتلي حزب الاتحاد رأى في الورقة الكرديّة السلاح الأمثل لمحاربة تركيا ووقف تدخلاتها في سوريا بحسب زعم النظام خاصةً أنّ وحدات حماية الشعب تسيطر على مساحة واسعة من الحدود السورية التركية ومع تعاظم القوة الكرديّة ودخول وحدات حماية الشعب في التحالف الغربي بقيادة الولايات الأمريكية ضد داعش وإعلان حزب الاتحاد عن مشروع فدرالية روج آفا ـ شمال سوريا ساءت العلاقات بين النظام وحزب الاتحاد فجاء رفض النظام الفوري لمشروع الفدرالية وتُرجم هذا الرّفض بحدوث عدة مناوشاتٍ واشتباكاتٍ عسكرية بين الطرفين وآخرها في الصيف الماضي في مدينة الحسكة وكادت الأمور تخرج عن السيطرة لولا تدخّل روسيا على الخط حيث جمعت الطرفين في حميميم وتمّ وقف القتال بينهما .
كل هذه الأحداث الدراماتيكية جعلت هواجس الأكراد في سوريا تزداد يوماً بعد يومٍ خاصة أنهم بغالبيتهم ليسوا من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي والسؤال الذي يُطرح بقوة على الساحة الكردية، إلى أيِّ حدٍ تذهب العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والأسد؟ والسؤال الأخطر من هذا، ماذا لو تخلّى الأسد عن الأكراد مستقبلاً؟ لأنّ دخول تركيا لجرابلس وزحفها نحو الباب قد ينهي شهر العسل بين الطرفين فالخوف كل الخوف أن تتحوّل العلاقة بين النظام وحزب الاتحاد إلى مغامرة ومقامرة وأن تتحوّل القضيّة الكردية في سوريا إلى كبش فداءٍ يُقدّم على مأدبة الغداء الروسية الإيرانيّة التركيّة.