باتت المفاضلة لدخول الجامعات في تركيا صعبةً نسبياً خلال العامين الماضيين وإلى الآن، فأغلب الجامعات في تركيا تطلب شهادة اليوس أو السات للمفاضلة، لكن دراسة إحداهن تتطلب تكاليف مالية عالية بالنسبة إلى الطلاب الأجانب في تركيا، فضلاً عن الصعوبات الأخرى التي قد تواجه الطالب أثناء المفاضلة أو بعد قبوله في الجامعة.
ما هو امتحان اليوس YÖS؟
طلبت وزارة التعليم العالي في تركيا من الطلاب الأجانب الراغبين في الالتحاق بالجامعات التركية أن يتقدموا لامتحان (اليوس)، وحصل ذلك لأول مرة في العام 1981، كشرط لهم للدخول إلى عدد محدد من جامعاتها، لاسيما الكبرى والمهمة والعريقة منها، بحسب ما قاله لصحيفة حبر مدير فريق وطن للاستفسارات الجامعية “عبد القادر زرزور”.
وتم إجراء الامتحان الأول، الذي كان موحّداً في كل الجامعات تحت إشراف وزارة التعليم العالي التركية، واستمر ذلك حتى 2010، وبعد ذلك العام، ونظرًا لاستقلالية الجامعات التركية أصبحت كل جامعة تشرف على امتحان “اليوس” الخاص بها، وأصبحت أسئلته غير موحدة منذ ذلك الوقت، ما يعني أن بعض الجامعات أصبحت لا تقبل بشهادة اليوس الصادرة من جامعة أخرى بل تشترط على الطالب شهادة اليوس الخاصة بها.
وتشترط بعض الجامعات على الطالب أن يكون حاصلاً على شهادة امتحان اليوس كي يستطيع التسجيل في كلياتها ومنافسة الطلاب الآخرين على الفروع التي يتقدّم للمفاضلة عليها، بحسب ما صرّح به زرزور لصحيفة حبر.
ما هو امتحان السات SAT؟
يوضح زرزور أن الجامعات الموجودة في تركيا تقبل الطلاب حسب امتحان سات 1، أما الجامعات الأمريكية أو في باقي أنحاء العالم تقبلهم على أساس الامتحان الأول سات 1 والامتحان الثاني سات 2، وإلى جانب ذلك تقبل الجامعات الأجنبية الطلاب من قسم الرايتنك. (WRİTİNG)
وبخصوص تغطية تكاليف امتحان السات يجيبنا زرزور: “نحن لا نستطيع أن نشمل جميع الطلاب، فبعض الطلاب يستطيع وبسهولة تغطية هذه التكاليف والتمكن من دراستها في أفضل المعاهد في تركيا بالإضافة إلى التفوق في هذه الامتحانات، لكن البعض الآخر من الطلبة لا يستطيعون تغطية هذه التكاليف وأخصُّ بالذكر طلبة المخيمات، إذ يوجد كثير منهم يستطيعون إحراز علامات تامة والدخول في أفضل وأقوى الجامعات، لكن لا يستطيعون تغطية هذه التكاليف.”
الصعوبات التي تواجه الطلاب الأجانب
بدوره يقول (خالد مطر) مدير معهد أجيال للتدريب والتطوير لصحيفة حبر: “أبرز الصعوبات تكون في شرط حصول الطالب على إحدى الشهادتين اليوس أو السات، فضلاً عن شرط المعدل العالي بهما ليتمكن الطالب من الدخول لفرع جيد بالحد الأدنى، والمعضلة الكبرى أن اليوس أو السات لا يتم تدريسهما في مدارس أو معاهد حكومية أو مراكز مدعومة (مجانية أو شبه مجانية)، وبالتالي فإن الطالب مضطر للدراسة في المعاهد الخاصة وغالباً ما تصل الأجور إلى ما يقارب 1000 دولار أمريكي وهذا غير رسوم الكتب وأجور الامتحان.”
التسهيلات للطلاب الأجانب
بخصوص اليوس أو السات فإن الجهة الأكبر التي تقدم منحًا جزئية لهم هي فريق تجمع الطلبة في تركيا، وتقريباً 70% من الطلاب يستطيعون تغطية التكاليف في المنح الجزئية، وأيضاً من أبرز التسهيلات هي إعفاء الطلاب السوريين من الرسوم الجامعية، كما أن بعض المؤسسات التعليمية تدعم الطلبة السوريين كمنظمة سبارك، وذلك من خلال تقديم منحة شهرية لمدة عام، وتتوفر هذه المنحة فقط في ثلاث جامعات في تركيا.
ويختتم زرزور حديثه: “أيضاً الطالب الأجنبي يستطيع الحصول على تصريحات الإقامة من جامعته بشكل مباشر دون الحاجة للذهاب إلى إدارة الهجرة المعنية بذلك، بالإضافة إلى منح الأغلبية من الطلاب السوريين الجنسية التركية، وهذا الأمر يسهل عليهم التوظيف بعد تخرجهم بشكل مباشر.”