شمس الدين مطعون |
يترقب (أبو محمد) موعد ولادة زوجته بخوف كبير محاولاً أن يكون على اتصال مباشر مع سيارة نقل أجرة تنقله لأقرب مشفى فيه قسم للتوليد، وذلك بعد قرار تخفيض الدعم عن مشفى بلدته (سرمين) شرقي إدلب، وإعلان المشفى عن إيقاف قسم التوليد والمخاض.
يوضح (أبو محمد) وهو نازح يقيم في سرمين: “الخدمات الطبية الأخرى أيضًا غير متوفرة بشكل جيد، كما لا توجد الكثير من الاختصاصات في مشفى سرمين، والمستوصف أغلق أبوابه منذ النزوح الأخير”.
يفتقر القطاع الطبي في بلدة (سرمين) كغيره من القطاعات الخدمية للكثير من الدعم اللازم، لا سيما بعد خروج المستوصف الصحي عن الخدمة بسبب القصف الذي تعرض له وسرقة بعض محتوياته، وقرار تخفيض الدعم الذي أصدرته الجهة الممولة (سامز) للمشفى الوحيد في البلدة، واقتصار عمل المشفى على العيادات وقسم الإسعاف فقط، وبعض العمليات الجراحية الصغرى.
بدوره أوضح مدير المشفى الدكتور (أحمد متعب) في حديثه لـ(حبر) أن “بناء المشفى الميداني في سرمين مزود بكامل المعدات اللازمة لتشغيله، سواء أجهزة طبية أو تجهيزات لوجستية، كما يضم قسمًا خاصًا بالجراحة، لكنه لا يعمل بسبب عدم وجود الدعم الكافي، وعدم توفر كادر متخصص بالعمليات الجراحية.”
يقوم مشفى (سرمين) الميداني بتخديم منطقة تصل مساحتها إلى ما يقارب 60 كم، حيث تضم عدة بلدات مجاورة (كالنيرب، وقميناس، وآفس)، ويبلغ عدد سكان المنطقة ما يقارب 50 ألف نسمة بين نازح ومقيم.
ويقول الدكتور (متعب): “إن قرار تخفيض الدعم سيتسبب بأزمة صحية، حيث اضطررنا لتخفيض بعض الخدمات في المشفى، وإغلاق قسم التوليد والمخاض، كما لا تتوفر في البلدة عيادات خاصة لهذا الاختصاص (قابلة قانونية).”
ويضم المشفى قسم إسعاف وسيارة واحدة مجهزة، وأخرى بحاجة للصيانة، وعدة عيادات خارجية كالجلدية والأطفال والداخلية وقسم لتلقيح الأطفال.
وبحسب الدكتور (أحمد المتعب)، فإن المشفى يستقبل ما يقارب 380 مريضًا بشكل يومي يتلقون العلاج، ويقدم لهم الدواء مجانًا من صيدلية المشفى التي تحتوي بعض أصناف الأدوية.
من جهته يقول (علي الطقش) رئيس مجلس سرمين المحلي: “إن وضع القطاع الطبي متشابه كثيرًا مع باقي القطاعات التي تحتاج الدعم الذي توفره المنظمات في الشمال السوري.”
ويوضح (الطقش) أن “عدم استجابة المنظمات لدعواتنا المتكررة بتحسين الوضع الخدمي للبلدة، يشعرنا أن قرارنا بالعودة لمنزلنا كان خاطئًا، ويجب علينا الانتقال للمخيمات لنحصل على دعم المنظمات، كون منطقتنا باتت قريبة من خط الاشتباك”.
تدعم منظمة (سامز) مشفى (سرمين) الميداني بالإضافة إلى دعمها المستوصف في سرمين، ويقول (الطقش): “الفعاليات المحلية في سرمين تحضر لوقفة احتجاجية ضد قرار تخفيض دعم المشفى، وعدم العمل على تحسين الواقع المعيشي للأهالي في البلدة”.