حمزة العبدالله |
يستعد السُّوريون لاستقبال فصل الشتاء هذا العام بتجهيز وتخزين المؤنة الشتوية وشراء المواد المستخدمة في التدفئة الَّتي تعتبر من الأمور الأساسيَّة عند بداية فصل الشتاء.
وتتنوع وتختلف الأصناف المستخدمة في تدفئة المنازل طيلة هذا الفصل، فثمة قسم من المواطنين يستخدم مادة المازوت للتدفئة، وآخر يستخدم الحطب أو أنواع أخرى كالفحم الحجري والبيرين.
صحيفة حبر الأسبوعية أجرت لقاء مع تجار الحطب والمازوت للاستفسار عن توفر المواد وأسعارها وإقبال الناس عليها.
“محمود السويد” أحد تجار الحطب في ريف إدلب يقول: “كان الكثير من المدنيين يستخدمون الحطب في التدفئة لانخفاض أسعاره مع بداية الثورة السُّوريَّة، أما هذا العام فحركة الطلب على المادَّة انخفضتً بسبب ميول الكثير من المدنيين إلى شراء مادة المازوت التي انخفض سعرها عن الأعوام السابقة، ويرجع سبب ارتفاع أسعار الحطب إلى عدة عوامل أبرزها انخفاض كمياته عن الأعوام السابقة وصعوبة الحصول عليه، إذ إن طول المسافة من المكان الذي نجلب منه الحطب إلى الأسواق يؤدي أيضًا إلى ارتفاع سعره، ولا ننسى أيضًا أجرة اليد العاملة في تقطيعه وفرزه وكلها تؤدي إلى ارتفاع سعره.”
وبحسب قول السويد فإن سعر الحطب هذا العام يصنف بحسب الجودة والنوع والجفاف، وأيضًا بحسب البعد عن مراكز الأسواق، حيث يتراوح سعر الطن من حطب الزيتون ما بين 40 و55 ألف ليرة بينما سعر الطن من حطب السنديان يصل إلى سعر إلى 60 ألف ليرة، ويقدر سعر البرميل من مادة المازوت بـ 40 ألف ليرة.
“محمود المرسال” أحد المدنيين يقول: “إنَّ حجم التَّكلفة المرتفعة في عملية التدفئة على الحطب اضطرتني في هذا العام إلى شراء المازوت، وللمقارنة فإنَّ سعر برميل المازوت الممتاز للتدفئة يباع بـ 45ألف ليرة. “
وبالنسبة إلى أنواع المازوت المستخدم في التدفئة يقول (حسين الحسين) صاحب إحدى محلَّات المحروقات في مدينة كفرنبل: “يوجد في السوق عدَّة أنواع من المازوت، والنَّوع الممتاز يباع برميله بسعر يتراوح ما بين 40-50 ألف ليرة، أمَّا الأنواع الأخرى فتستخدم بشكل أقل لأنَّها تتجمَّد أثناء فترة البرودة الشَّديدة وبعضها لها رائحة كريهة.”
أمَّا بالنسبة إلى المدافئ التي يعتمد عليها الأهالي في تدفئة منازلهم فهي متنوعة، وتأتي مدفئة المازوت الأكثر استعمالاً هذا العام لدى أهالي محافظة إدلب نظرًا لانخفاض مادة المازوت، حيث تباع المدفئة وفقًا للحجم والنَّوعية، وتتراوح أسعارها بين 10 و15 ألف ليرة، وأما بالنسبة إلى مدافئ الحطب فتتراوح أسعارها بين 15و20 ألف ليرة.
يعد تأمين وسائل التدفئة لفصل الشتاء من أكبر المشاكل التي تواجه المواطن ذوي الدخل المحدود، نظرًا لارتفاع أسعار تلك المواد بالمقارنة مع ما يجنيه من أموال لا تكفي لسد جميع احتياجات المنزل من ماء وكهرباء وغيرها، ليكون تأمين ما يتطلبه فصل الشتاء من مواد للتدفئة من أكبر الهموم التي تؤرق المواطن خلال فترة الصيف.
ولعل أبرز المتضررين من تأمين مواد التدفئة لفصل الشتاء أولئك الذين هجرتهم آلة النظام العسكرية من عدة مناطق من سورية، ليختاروا من المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة منازلَ لهم في ظل غياب المنظمات الإنسانية وتقاعسها عن هذه المشاكل التي تواجه المهجرين، وكأن كل المشاكل التي تواجههم في تأمين الغذاء والدواء لا تكفيهم، حتى تضاف مصاريف تأمين مواد التدفئة الأساسية لتدفئة خيمهم التي قد لا تقيهم برد الشتاء وعواصفه، منتظرين عطف المنظمات وتوزيعها لوسائل التدفئة التي غالبًا ما تأتي في منتصف الشتاء متأخرة وربما لا تأتي.