بدأت قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية والقوات الجوية للتحالف الدولي، الأربعاء 24 أغسطس/آب 2016، حملة عسكرية على مدينة جرابلس التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا، بهدف تطهير المنطقة من تنظيم داعش.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن العملية تهدف لوضع حد للهجمات المتكررة على المناطق الحدودية في سوريا، موضحاً أنها تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا.
العملية بدأت حوالي الساعة 04:00 بالتوقيت المحلي بغارات جوية على أهداف التنظيم في المدينة بعد قصف عنيف للقوات التركية المتمركزة على الشريط الحدودي بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، ما أسفر عن تدمير تلك الأهداف.
مصادر عسكرية تركية أكدت أن وحدات الدبابات التركية بدأت بالتوغل داخل الأراضي السورية في إطار عملية أطلقت عليها أنقرة اسم “درع الفرات”.
وأشارت وكالة الأناضول التركية إلى أنه من أصل 12 هدفاً قصفتها الطائرات تم تدمير 11 هدفاً، فيما ذكرت مصادر عسكرية للتلفزيون أن المدفعية دمرت 70 هدفاً.
ونقلت شبكة “إن تي في” التلفزيونية الخاصة عن مصادر أمنية أن مجموعة صغيرة من القوات الخاصة توغلت بضعة كيلومترات داخل سوريا لتأمين المنطقة قبل تنفيذ عملية برية محتملة يعتقد أنها وشيكة.
ومن المحتمل إنجاز العملية بصورة سريعة، وفقاً لما قاله وزير الداخلية التركي أفكان الا، الذي أكد في أول تعليق لمسؤول تركي على العملية: “أعتقد أن هذا الخطر سيتم استئصاله في مهلة قصيرة، وجرابلس ستطهر سريعاً من عناصر داعش”.
وأضاف: “تركيا ستضمن أمن حدودها ومواطنيها، لذا فإنها تقوم بما يجب وتأخذ زمام المبادرة، مع وضع الحساسية الدولية في هذا الخصوص بعين الاعتبار”.
وهذه العملية هي الأوسع نطاقاً التي تنفذها تركيا منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل 5 سنوات ونصف وكانت أنقرة قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي عزمها على لعب دور أكثر نشاطاً في سوريا.
وأكد زير الداخلية أن “تركيا لن تسمح بأن يكون أمنها مهدداً وستتخذ كل التدابير الضرورية”. وأضاف: “لن نسمح بأن تهاجم منظمات إرهابية تركيا أمام أنظارنا”.
وتهدف الحملة العسكرية، وفقاً لما نشرته وكالة الأناضول التركية، إلى تطهير الحدود من المنظمات الإرهابية، والمساهمة في زيادة أمن الحدود، وفي ذات الوقت إيلاء الأولوية لوحدة الأراضي السورية ودعمها.
كما تهدف العملية إلى منع حدوث موجة نزوح جديدة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المنطقة، وتطهير المنطقة من العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى مكافحة فعّالة ضد المنظمات الإرهابية التي تستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي وقوات التحالف.
وجرابلس هي آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وجاء الإعلان عن العملية التركية بالتزامن مع وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبل الظهر إلى أنقرة، حيث سيلتقي رئيس الوزراء بن علي يلدريم ثم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكانت تركيا أبدت، أمس الثلاثاء، استعدادها لتقديم دعم كامل لعملية تهدف إلى طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من جرابلس، وذلك بعد سقوط صواريخ وقذائف هاون مصدرها سوريا على أراضيها خصوصاً في كركميش ومدينة كيليس الحدودية التركية (غرب)، وقد ردت مدفعيتها عليها، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي هذه الأثناء كان مئات من عناصر الفصائل المقاتلة المدعومة من أنقرة يحتشدون من الجانب التركي من الحدود تحضيراً لهجوم من أجل استعادة جرابلس، آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة الجهاديين في المنطقة الحدودية مع تركيا، وفق مصادر معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحتل عمليات عناصر القوات المسلحة التركية، التي تكافح تنظيم داعش بشكل فعّال، مكانة مهمة داخل الأنشطة التي تنفذها قوات التحالف الدولي
المصدر: هنفغتون بوست