موسى الرحال
تُعتبر الأعمال الإنسانيّة من أبرز مهام المنظمات العاملة في المناطق المحررة، وتنبع أهميتها كونها لا تفرّق بين فئات المجتمع، وتسعى لتلوين وتجميل حياة الإنسان وإحداث تغييرٍ واضح في المجتمعات التي تهتم بالإنسان وتطويره.
منظمة العمل الإنساني إحدى المنظمات العاملة في الداخل السوري، وهي منظمة إنسانية إغاثية غير حكومية ليست ربحية ولا سياسية، تركّز على الطفل والمرأة في كلِّ أنشطتها، والفئات المستضعفة في المجتمع.
تعمل المنظمة على تنمية المجتمع السوري من خلال بناء القدرات، وترقية المؤسسات المدنية، وتحسين واقع التعليم، ونشر الوعي، وحماية الطفل والمرأة، وتقدم المنظمة المساعدة لمستحقيها دون تمييز بجودة وشفافية وشراكة فاعلة استناداً إلى المعايير والمبادئ الدولية المطلوبة.
تهدف هذه المنظمة إلى تخفيف معاناة السوريين، وتأمين احتياجاتهم بالإضافة إلى العمل على رفع المستوى المعيشي والتنمية المستدامة، وكذلك مساعدة المجتمع السوري على الاستفادة من كوادره البشرية، والعمل على إعادة إعمار البلاد إضافة إلى المساهمة في رفع الوعي المجتمعي، وتطوير العمل الإنساني في سوريا والارتقاء بمفهومه.
وعن أهم النشاطات التي تقدمها المنظمة تحدَّث الأستاذ (فراس ناصيف) مدير منظمة العمل الإنساني في الداخل السوري لصحيفة حبر قائلا:
” تقدم المنظمة أعمالاً وبرامج عدة تتمحور حول التعليم وضرورة حماية الطفل، وكذلك الاهتمام بالشباب لتطوير قدراتهم وتمكينهم من مواكبة التطوير والتجديد”
1- برامج تعليمية تفعلها منظمة العمل الإنساني:
يركز برنامج التعليم الحالي حسب القدرات التي لديه على الأطفال المنقطعين عن التعليم منذ بداية الثورة، حيث يدعم عودتهم إلى المدارس من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة معهم، كصفوف الالتحاق السريع ضمن المدارس القائمة أو التعليم القائم على أساس مجتمعي. كما أنَّ برنامج التعليم يقوم على رفع قدرات المعلمين، ويهدف المشروع التعليمي إلى الحدّ من كارثة التسرب التي قد تودي بالمجتمع إلى الحضيض.
وكون مرحلة الطفولة هي أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، فقد جعلت منظمة العمل الإنساني الطفل هدفاً أساسياَ لنشاطاتها، حيث أطلقت أكثر مشاريعها لحماية الطفل في زمن الأزمات والحروب ومنها:
- أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال:
حيث تشمل هذه الأنشطة الفئات العمرية (من 4 سنوات الى 18 سنة) وتتضمن تنظيم الأطفال في مجموعات، وتنفيذ أنشطة التفريغ النفسي لهم، إضافة إلى تنفيذ برامج محددة على أساس معايير الاستضعاف مثل مكافحة عمالة الأطفال، تسلح الأطفال المستقبل المظلم، فاقدي الرعاية الأسرية، مقاومة الأطفال.
ب ـ أنشطة الدعم الفردي والإحالة:
حيث يقوم البرنامج بالتواصل مع أصحاب المصلحة، ويقوم بتقييم حاجاتهم الأساسية، وإحالتهم إلى الخدمات المحددة مسبقاً بخريطة محدثة للخدمات بشكل دائم، ويقوم موظفو القسم بشكل دائم من التحقق وقياس تطور حالة الطفل، ويتمّ ذلك ببروتوكولات صارمة للسلامة والخصوصية لحالات الأطفال.
2- النشاطات التي تستهدف الشباب:
لم تطلق المنظمة أيّ نشاط للشباب، لكن هناك خطة لتفعيل أنشطة خاصة بمرحلة الشباب التي ستتمثل في برامج الدعم النفسي وتدريبات مهنية لتنمية مواهبهم وقدراتهم وإكسابهم خبرات مهنية تساعدهم على تأمين فرص عمل، وتطوير الذات، وتنمية القدرة الفاعلة فيهم وعكسها على المجتمع، وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات والاستقرار من أجل التكيف معها، كما أطلقت المنظمة برنامج التوزيع الإغاثي، حيث يعتبر برنامجا داعما يهدف إلى تحسين ظروف المأوى وتقديم الغذاء لعوائل الأطفال.
إنَّ مسألة حماية الطفل والمرأة لا تقتصر على العمل الفردي لأي منظمة، بل يتوقف أثرها على العمل الجماعي الهادف لوضع برامج وورشات تهدف إلى رفع الوعي الاجتماعي بحقوق ودور المرأة والطفل وكلّ فئات المجتمع، ثمَّ يمكن للوعي أن يفتح باب التجديد والتغيير وتجاوز الأخطاء، وبالتتالي بناء المجتمع المنشود بصورته الكاملة التي يعي أفراده مكانتهم ودورهم، فيقبلون على وضع بصمتهم فيه.