تأهل فريق برشلونة إلى نهائي كأس الملك، البطولة الأحب على قلبه في السنوات الأخيرة حيث أحرز لقبها 25 مرة في مسيرته، فاز بثلاثية نظيفة في ملعب سانتياغو بيرنابيو، هزم غريمه التقليدي وتأهل.
حسناً، ماذا بعد “الانتصار”؟ لنضع جانباً نتيجة المباراة التي لا تُعبّر أبداً عن مجرياتها، ونتكلم عمّا شاهدناه في مباراة الأربعاء، عن خطط أرنيستو فالفيردي “التي تُدرّس”، طريقة مواجهته ريال مدريد وكيف سرق لاعبوه الفوز.
قدّم ريال مدريد واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم، سيطر على وسط الملعب، هدد مرمى الخصم وكان الأفضل منذ اللحظة الأولى حتى الدقيقة 70 تقريباً بالرغم من تلقيه هدفين؛ الأول من لويس سواريز في الدقيقة 49 والثاني من المدافع رافاييل فاران خطأ في مرماه في الدقيقة 69، قبل أن يتراجع الفريق بطبيعة الحا
بالنسبة لبرشلونة، ربما من الأفضل أن يتم نصب تمثال على باب ملعب “الكامب نو” للحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن كونه أنقذ فريقه من كارثة حقيقية في الشوط الأول أمام الضغط الرهيب من ريال مدريد، فدفاع برشلونة لم يتمكن من إيقاف فينيسوس جونيور وسرعته “غير الطبيعية”، فكان الحل بتألق الحارس فقط.
حاول سيميدو وسيرجي روبيرتو إيقاف البرازيلي الشاب لكن دون جدوى، فتمكن الأخير بلمساته السحرية من اختراق جدار الدفاع أكثر من مرّة، مع مشكلة وحيدة لكنه جوهرية وهي كيفية استثمار كل ما يقوم به داخل الشباك.
برشلونة خسر معركة وسط الملعب أيضاً، وهذا ما يفسّر غياب الهجمات على مرمى كيلور نافاس، تسديدتان على المرمى أتى منهما هدفان، والثالث من ضربة جزاء. تمكن كاسيميرو إلى جانب توني كروس ولوكا مودريتش -مع عودة كريم بنزيما إلى الوراء- من إغلاق المساحات أمام برشلونة ومنعهم من نقل الكرات الى الأمام.
بالنظر إلى المباراة، برشلونة أمام أزمة حقيقية ستؤثر عليه بكل تأكيد في المستقبل، ليونيل ميسي لا يمكنه البقاء 50 عاماً إضافية في الفريق، ولويس سواريز في تراجع مستمر، صحيح أنه سجّل لكنه يعاني كثيراً في الفترة الحالية.
الفريق بحاجة إلى تدعيمات كبيرة في خط الوسط، بحاجة إلى لاعبين بحجم شافي وأندرييس انييستا، في وقت بدا أن ريال مدريد استعاد قوته في الوسط ويملك سلاحاً فتّاكاً في الهجوم بحاجة إلى التطور فقط، مع اكتشافات مستمرة في اللاعبين الشباب آخرهم سيرخيو ريغيلون.
من حق جمهور برشلونة الاحتفال بالفوز، لكن عليهم أن يدركوا تماماً أن فريقهم ليس بخير أبداً، ارنيستو فالفيردي ليس المدرب المثالي لهذا الفريق، تشعر أحياناً وكأنه غائب عن المباراة، لا خطط واضحة ولا قدرة على التغيير إلّا مع ميسي فقط… فغياب ميسي يعني انهيار الفريق.
المصدر: يوروسبورت