ندى اليوسف |
رغم الظروف الصعبة التي يقاسيها الشمال المحرر إلا أن هناك إقبال لا بأس به على القراءة، ما يظهر مدى اهتمام الشباب بتنمية وعيهم رغم ما يحيط بهم من ظروف سيئة، يضاف إلى ذلك أن الإقبال على القراءة أصبح بشكل تدريجي، فكل يوم يزداد عدد القرَّاء وذلك يأتي مع تقدم التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت الكتب في متناول مختلف فئات المجتمع، فمن لم يستطع توفيرها ورقي يمكن قراءته pdf ، كما أن مستوى القراء ليس واحداً، بالإضافة إلى أن اهتماماتهم ليست مختلفة وليست واحدة، حيث يميل القرَّاء إلى الأدب العربي وأدب السجون، والقراءة في كتب أجنبية.
(صحيفة حبر) استطلعت آراء بعض الشباب القرَّاء، لمعرفة مدى إقبالهم عليها والتحديات التي واجهتم.
(عائشة) مُهجَّرة من ريف دمشق ومقيمة بإدلب، تحدثت لحبر عن تجربتها بالقراءة بقولها:” تجربتي مع الكتب كانت في سن مبكر، حيث إن والدي كان يقتني مكتبة كبيرة، ومن هنا بدأت بالقراءة والبحث بين الكتب”.
وتضيف: ” قراءتي لم تقتصر على نوع محدد من الكتب، فقد تنوعت ما بين الكتب الدينية والروايات، إضافة إلى الكتب التنموية وكتب التاريخ.”
وأوضحت أنها تفضل الكتب الورقية أكثر من الكتب الإلكترونية، إلا أنه وبسبب النزوح وسوء أوضاعها وصعوبة حمل الكتب الورقية تعتمد حاليا على قراءة الكتب الإلكترونية.
من جانب آخر قال (نور النبهان):” القراءة حاجة وليست هواية، فالقراءة تقوي العقل والمنطق، بالإضافة إلى أنها تقوي ملكة الكتابة فلهذا السبب أهتم بالقراءة”.
ومن حيث تفضيله للكتب الورقية أم الإلكترونية يضيف أنه ” بالنسبة إلى أخذ المعلومة يكون من الكتاب الإلكتروني، أما من حيث القراءة فالورقي أفضل”.
من جهة أخرى فقد لعبت نوادي القراءة دوراً مهماً وكبيراً من قبل الفئة المستنيرة من القراء، من خلال تحفيز الشباب للإقبال على القراءة.
وفي ضوء ذلك يقول (عبدو عبدول): ” إقبالي على القراءة كان بتشجيع من قبل إحدى صديقاتي التي شجعتني بالانضمام إلى إحدى نوادي القراءة، وبعد انضمامي أخذت قراءتي تزيد يوماً بعد يوم، وأكثر الصعوبات التي واجهتني عدم تمكني من شراء كتاب ورقي كل شهر، فدخلي الشهري لا يسمح لي، فاضطررت للجوء إلى الكتب الإلكترونية”.
وفي سبيل متابعة دور نوادي القرَّاء في تنمية القراءة التقت (حبر) بأحد مشرفي النوادي (محمد عماد) الذي أفادنا بقوله: “إن نوادي القراء تلعب دوراً كبيراً في تشجيع الشبان على القراءة، وقد رأيت ذلك من خلال تجربتي الشخصية، حيث إن إحدى المجموعات التي أنشأتها لهذا الغرض لاقت نجاحاً كبيراً وارتفعت نسبة الشباب القارئين”.
ويضيف (عماد) وهو قارئ مهتم بأدب السجون بأن:” نجاح نوادي القراءة يكون من خلال تعلق الناس بالقراءة.” مشبهاً القارئ بالطعم والمجموعة بالسنارة.
ويضيف بأن:” لتلك النوادي نقاط سلبية تضعفها وتحيدها عن مسار عملها هي مبادرة المشرفين والتنسيق فيما بينهم، بالإضافة إلى اختلاف نوعية الأفراد وميولهم”.
كما شهدت المناطق المحررة زيادة في عدد دور النشر بشكل كبير في الفترة الأخيرة مع عودة القرَّاء للكتاب الورقي بعد الابتعاد عنه لسنوات.
في هذا الصدد التقت حبر بمشرف المبيعات (بنقش أيمن نبعة) الذي حدثنا عن الكتب الأكثر مبيعًا بقوله: “الكتب الأكثر مبيعًا هي كتب التنمية الشخصية، بالإضافة إلى الروايات بمختلف أنواعها، وهذا مطلب من قبل كثير من الشباب، وكذلك الكتب الفكرية والدينية من قِبل الأكثر نضوجًا، وكتب العلم الشرعي.”
وممَّا ساعد إقبال الشباب على القراءة توفر العديد من المكتبات الجامعية التي تحتويها الكليات، حيث إن الكتب المتوفرة فيها ليست موجودة في دور النشر المنتشرة، وإن وُجدت أسعارها مرتفعة لا يمكن لهم اقتنائها.
(حنين) طالبة جامعية في كلية الآداب، تقول: “أرتاد مكتبة الكلية في أوقات فراغي، أتجول بين رفوف المكتبة التي تنوعت ما بين الكتب الأدبية والتاريخ وكتب الفلسفة، حيث يمكنني أن أعثر على كتابي المفضل بمجرد ذكر اسم مؤلفه.”
كما يمكن حنين استعارة الكتب خارجياً، ولكن عليها أن تضع بطاقتها الجامعية حرصاً على الكتب أن تُفقد، فالمكتبة الجامعية خففت عليها من شراء الكتب، التي لن تتمكن من الحصول على أكثرها بسبب غلاء أسعارها، بحسب حنين.
من جانب آخر شكَّل المركز الثقافي في مدينة إدلب أحد أهم مراكز إعارة الكتب، وتأمينها للقراء. (صحيفة حبر) التقت مدير المركز الثقافي الذي أكد أن “هناك إقبال كبير على القراءة ولاسيما من قبل الطلاب الجامعين أو طلاب الدراسات العليا الذين يأتون إما للحصول على أمهات الكتب والمصادر والمراجع لإعداد أبحاثهم، أو للمطالعة من أجل إغناء معرفتهم.”
وأردف بقوله: “المركز يضم أنواعاً عديدة من الكتب مقسمة على أجنحة حسب اختصاصاتها، فهناك الكتب الدينية وكتب الحقوق، وكتب النقد والأدب والشعر، بالإضافة إلى كتب التاريخ والجغرافيا وكتب اللغات، والكتب العلمية بأنواعها.
واستمراراً بتسهيل الخدمة للطلبة هناك نوعان من الاستعارة، إما داخلية
حيث يجلس القارئ في القاعات المخصصة للقراءة؛ فيقرأ ما يحتاجه ويغادر، أو بإمكانه أن يستعير الكتاب لأسبوع أو عشرة أيام وذلك فقط لطلاب الجامعات
وفي سبيل تحفيز الشباب على القراءة، يقوم المركز بأنشطة عديدة، تبين للشباب أهمية القراءة.” متمنياً أن يكون للمركز الثقافي دوره في نشر الوعي والفكر والثقافة في المجتمع.