محمد الموسى |
مع دخول الحملة العسكرية شهرها الثالث على منطقتي ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، استهدفت قوات الأسد وحليفتها روسيا الأحياء السكنية لعدة قرى وبلدات ومدن، منها مدينة (كفرنبل) التي تم استهدافها بالقذائف العنقودية والطائرات الحربية والمروحية، ما دفع المجلس المحلي لإعلانها منكوبة.
مدير المجلس المحلي لمدينة كفرنبل الأستاذ (هيثم الخطيب) يتحدث لصحيفة حبر عن المدينة بقوله: “منذ بداية الحملة العسكرية الهمجية على المناطق المحررة بريفي حماة وإدلب، نزح ما يقارب 90٪ من المدنيين في المدينة، حيث بلغ عدد المدنيين فيها قبل الحملة ٤٥ ألف من سكان المدينة الأصليين، و١٥ ألف نازحًا ومهجرًا قسرياً من مناطق مختلفة كريف دمشق وحمص والغوطة الشرقية”.
وأضاف الخطيب: “أن 80٪ من المدينة تَدمر بشكل كلي أو جزئي.” موضحاً أن طائرات النظام قصفت المراكز الحيوية في المدينة، وأخرجت المستشفيات والمدارس ومراكز الدفاع المدني عن الخدمة بعد استهدافها بشكل مباشر، ما دفع المجلس المحلي لإعلان المدينة منكوبة.
وتسببت الحملة الشرسة على المناطق المحررة، بإعلان عدد من المجالس المحلية مدنهم وقراهم منكوبة، حيث لم يكن المجلس المحلي لمدينة كفرنبل الوحيد الذي أعلن أن المدينة منكوبة.
وكان المجلس المحلي لمدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، أعلن في وقت سابق، أن المدينة منكوبة عقب استهداف خزان المياه الرئيس للمدينة الذي يُغذي أكثر من ١٥٠ ألف نسمة، ومدينة جسر الشغور غربي إدلب، بالإضافة إلى قريتي حزارين ومعرة حرمة وبلدة الشيخ مصطفى بريف إدلب الجنوبي.
ويعاني المدنيون الذين لم يغادروا المناطق المشمولة بالحملة العسكرية، من صعوبة في الحصول على المواد الغذائية أو الخدمية، في ظل القصف المتواصل.
يقول (أحمد الخضر) “رفضت مغادرة بيتي في كفرنبل، بعد تعرض معظم البيوت الخالية في المدينة للسرقة، وقمنا بتنظيم دوريات على المناطق الفارغة من المدينة لحمايتها من اللصوص”.
وأضاف الخضر: “الطائرات الحربية التابعة لنظام الأسد والاحتلال الروسي، تقصف ما تبقى من المدينة بشكل شبه يومي، ما دفع معظم أهل المدينة للنزوح، وتسبب في وضع يصعب على الإنسان الحصول على المواد الغذائية أو الخدمية، فنجبر على شراء المستلزمات اليومية، من خارج المدينة وقطع مسافات طويلة”.
وأردف قائلاً: ” في الفترة الأخيرة صَعّد نظام الأسد على المدن والقرى المجاورة لمدينة كفرنبل، ما أجبر أهلها للنزوح أيضاً، ومع ندرة المساعدات من المنظمات الإغاثية والإنسانية، بات علينا من الصعب جداً أن نحصل على المواد الغذائية أو الخدمية أو حتى الأدوية والمواد الطبية”.
وسبق أن وثق فريق الاستجابة الأولي في سورية، نزوح أكثر من 600 ألف مدني، بعد الحملة العسكرية، ما تسبب بأزمات إنسانية ومادية لمعظم النازحين، وأجبر بعضهم على العودة للمناطق المنكوبة لضعف وضعه المادي، وعدم قدرته على حمل التكلفة المادية” الثقيلة في الشمال السوري، وعلى المناطق الحدودية.
وبهذا الخصوص يقول (أحمد الحسن): “تنتشر ظاهرة استغلال النازحين والمهجرين في المناطق الشمالية والمناطق الحدودية مع تركيا، ويقوم بعض الأشخاص بممارسة عملية استغلال النازحين برفع آجار البيوت أو أسعار السلع الغذائية، وسط غياب ملحوظ من المساعدات الإنسانية والإغاثية أو حتى المالية للنازحين، ما أجبر بعضهم على العودة لمناطقهم المنكوبة جنوبي إدلب، لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الحياة الباهظة هنا”.
يذكر بأن قوات نظام الأسد مدعومةً بالطيران الروسي، كانت قد بدأت حملتها العسكرية على المناطق المحررة في ريفي إدلب وحماة، منذ ٢٥/4/2019، وسيطرت على عدد من المدن والبلدات بريف حماة الشمال، وخلفت الحملة العسكرية على المناطق المحررة، أكثر من ١١٠٠ قتيل بينهم ٢٩٤ طفل، وتسببت بنزوح ٦٧٠ ألف مدني، بالإضافة إلى تَدمير أكثر من ٢٣٠ منشأة مدنية بين مستشفيات أو مدارس أو مراكز لمنظمة الدفاع المدني السوري وسط حالة من الصمت الدولي تجاه المجازر وجرائم الحرب المرتكبة ضدَّ المدنيين.