عبد الملك قرة محمد |
أثار الشيخ (أحمد معاذ الخطيب) الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض جدلاً واسعاً بعد أن وجه رسالة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد بعنوان “حوار هادئ مع فرعون سورية” حذر فيها من المصالح الدولية التي تتوافق مع المصالح الإسرائيلية في سورية.
وأكد الشيخ معاذ في الفيديو الذي بثه عبر قناته في يوتيوب أن هناك استهداف كبير للمنطقة، ومنذ 2013 ما يرسم لسورية هو أكبر من مسألة المعارضة والموالاة، داعياً كل السوريين للعمل في سبيل الخروج من المستنقع على حدِّ تعبيره.
وقال: “أعرف ضباطاً علويين شرفاء وحريصين على بلدهم ووطنهم” مضيفاً: “أن داخل إدارة بشار الأسد أشخاص لا يوافقونه على مساره في الدولة، لكنهم مغلوبون على أمرهم”.
وأشار الخطيب إلى حل مفترض من خلال رؤية مكتوبة تضمن انتقالاً مناسبًا دون مزيد من الدماء، كما أُعطيت نسخة منها لبوتين محذراً بشار الأسد من سيناريوهات دولية مرسومة له ولسورية.
وخاطب رئيس الائتلاف الأسبق رئيس النظام بشار الأسد بقوله: “هناك الكثير من السوريين مستعدون للقائك.” منوهاً إلى إمكانية عدم وجود أي شرط سياسي مسبق لكن يجب تقبل أي حل يتم الاتفاق عليه ولو كان يقضي بتنحية الأسد.
وألحق حواره بعد أيام بمبادرة نشرها موقع CNN تحت عنوان: “سورية تستحق الحياة” عمادها، حسب رأيه، حوار وطني يُعيد الحياة إلى بلد تحت الاحتضار ويشجع العقول المهاجرة ورؤوس الأموال للعودة إلى سورية والمساهمة بإعادة الإعمار.
ولاقت تصريحات الخطيب ردود فعلٍ متباينةً في الشارع السوري، إذ انتقدها البعض لأنها لم تأتِ في وقتها المناسب كونها قد تُعد الآن دليلاً على الضعف؛ لأنها، حسب زعمهم، تساوي بين الضحية والجلاد، بالمقابل ذهب البعض الآخر إلى أنها تصريحات واقعية وقوية تساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السورية.
صحيفة حبر حاورت الشيخ (أحمد معاذ الخطيب) وكانت الأسئلة التالية على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل.
شيخ معاذ بعد كل ما حصل في سورية من تدمير وقتل وتهجير، ما هو دور الأسد؟ وهل يمكن أن يتقبله الشعب كجزء من الحل؟
“لا أرى إمكانية قبول بشار الأسد ضمن حل سياسي، والأكثر أماناً لسورية أن يسلم صلاحياته لمجلس انتقالي، كما تم الاقتراح ضمن الرؤية التي طُرحت في مقال نُشر على موقع الـ CNN الذي يحمل عنوان: (سورية تستحق الحياة) بتاريخ ٨ نيسان ٢٠١٩ منعاً من انهيار سورية بالكامل.”
في رسالتك لبشار الأسد نوهت بوجود سيناريوهات مرسومة له ولسورية، هل يمكن الكشف عن بعضها؟
” ما يمكنني قوله: إن هناك سيناريو افتراضي وقد لا يتحقق، والحامل له دولة إقليمية مدعومة من دولة كبرى، والسيناريو يتلخص في قيام هذه الدولة الإقليمية بهجوم شامل في لبنان، ثم تتبعه بتدخل عسكري جوي وأرضي وتقوم باحتلال أجزاء من الأرض السورية، ممَّا قد يؤدي إلى اختلاط الأوراق، وبالتالي سيتسبب ذلك بفوضى شاملة، ممَّا يزيد من عناء كل السوريين.”
مع السيطرة الروسية والإيرانية، هل تعتقد بأن بشار الأسد مازال يملك قراراً مهمًا كان أو بسيطاً؟
” ما أعلمه أن القرار السوري حتى داخل النظام أصبح محدوداً وهشاً للغاية.”
ألا تُعد الرسالة التي وجهتها للأسد دليلاً على ضعف المعارضة سياسياً أمام النظام السوري لا سيما في هذه الفترة؟
” أعتقد أن الاستماع إليها أكثر من مرة بعمق سيوضح أنها من أقوى الرسائل التي وُجهت بشكل موضوعي إن لم تكن من نوادر الرسائل بوضوحها وقوة معانيها وروحها الوطنية الجامعة.”
لماذا اعتبرتَ الهيئة العليا للمفاوضات خديعة للشعب السوري؟
“لأن أيادي الدول امتدت إليها، فالخديعة هي ما يحفها، إذ كيف تُسمى أي هيئة بأنها للمفاوضات وقد قام الجانب الروسي فيها بمفرده بأكثر من 1100 عملية تفاوض داخل سورية وليس للهيئة علاقة ولا بواحدة منها؟! “
ألا توحي التجاذبات السياسية بإمكانية تخلي روسيا عن نظام الأسد؟
” يمكن للروس التخلي عن نظام الأسد في حال وجود منظومة بديلة تتفهم مصالحهم ولا تكون ضمن اعتباراتهم جسراً لنفوذ قوى مناوئة لهم.”
هل تعتقد أن الحل يكمن في تعديل الدستور؟ وماهي الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى دستور جامع لكل الأطراف؟
“إن تشكيل هيئة حكم انتقالية كان هو البند الأول وتشكيل الدستور هو الأخير، ثم انقلبت الأولويات وكلنا يعلم أن الدستور مهما كان مدروساً تبقى العبرة في جهاز الحكم الذي سيتعامل معه.
أما عن الخطوات للوصول إلى دستور جامع لكل الأطراف فوحده مجلس منتخب من الشعب يفرز مجموعاته القانونية لوضع دستور مناسب بعيداً عن الوسائط والتمثيل الزائف وخبرات البعض الأكثر من فجة.”
ما هو دور كل من روسيا وتركيا وإيران في مسألة الحل؟ وما هو دورهم المستقبلي في سورية؟
“إن كل الدول الإقليمية والكبرى أصبحت عوامل تأثير في المسألة السورية ولن يتعافى أي بلد من القوى الخارجية إلا خلال وقت طويل، وهناك صراعات نفوذ ومصالح ستستمر لفترة ليست بقليلة، ولا حل لذلك إلا بتوافق وطني وتعامل ندي مع الجميع.”
في نهاية اللقاء نشكر الشيخ (أحمد معاذ الخطيب) الرئيس الأسبق للائتلاف السوري على هذه الإجابات.
يذكر أن الشيخ معاذ انتُخب رئيسًا للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة في 11 نوفمبر 2012 وفي 24 مارس 2013 أعلن استقالته.