واجه الطلاب الحاصلون على شهادتهم في عام 2013 وما قبل صعوبةً في التسجيل في الجامعات على مبدأ “راحت علينا” فضلاً عن الوضع الذي فرض على جميع الشبان الالتحاق بالتشكيلات العسكرية لصدِّ هجمات النظام وحماية المنطقة.
في العاميين الماضيين ومع تبلور الشكل الرسمي للجامعات في المناطق المحررة عاد كثيرون إلى التفكير بأهمية التعليم رغم أنه كان خياراً مستبعداً في مستقبلهم.
لماذا يعود السوريون إلى الجامعات أكثر من أي وقت مضى؟
يُعزى ذلك إلى أسباب عدة منها:
سياسية: نتيجة هدوء الوضع الأمني، ممَّا أدى إلى عودة الشبان إلى الدراسة وابتعادهم ولو لفترة مؤقتة عن العمل العسكري.
اجتماعية: قلة فرص العمل وتأرجح الوضع الاقتصادي الذي تتحكم فيه المعابر.
مادية: لقد نسف التعليم في المناطق المحررة اعتقاد كثيرين بأنه “لا يسمن ولا يغني من جوع” فقد أصبحت الشهادة العلمية مقياساً مهماً في العمل، كما أن المؤسسات الثورية وعلى رأسها التعليمية ساهمت في توظيف عدد كبير من الشباب الذين تخرجوا في الجامعات الحرة.
تعليمية: لقد قطعت الجامعات الحرة شوطاً مهماً في مجال الاعتراف بعد افتتاح تركيا لجامعات في الداخل السوري، ومعادلة الشهادات الثانوية الحرة في دول عدة، إضافة إلى التسهيل الكبير في درجات المفاضلة الذي أتاح للطلاب دخول الجامعة بأقل جهد، فاستطاع الطالب أن يتعلم إلى جانب التزامه بعمل يعيل به أسرته.
توعوية: لقد عملت المنظمات على استقطاب الشباب في المشروعات المهنية والتعليمية، كما عملت الجمعيات والصحف على ترسيخ فكرة “دور الشباب في المجتمع وبناء الدولة التي يريدها السوريون في المحرر.”
ولكيلا يكون الكلام نظرياً لا بد من ذكر بعض المشروعات التي أقامتها المنظمات ومنها مشروعا مسار وخطوة اللذان أطلقتهما منظمة تكافل الشام، حيث استقطب المشروعان شباناً من جميع الأعمار تدرّبوا على مهن عدة في قاعات تدريبية مجهزة ومناسبة.
أما المشروعات التعليمية فما تزال فكرتها حديثة، لكننا بالتأكيد سنشهد مشروعات تستهدف الذين يعتقدون بأن قطار العلم فاتهم، وطُرحت الفكرة في عدد من المنظمات من خلال الدورات التدريبية الفكرية والتربوية والتنمية الاجتماعية والبشرية.
مشروع زدني التعليمي استهدف الشبان الذين حملوا شهادة الثانوية لكنهم لم يستطيعوا إكمال تعليمهم، يقدم المشروع عدة مواد منها اللغة الإنجليزية والحاسوب واللغة التركية المهارات الحياتية وغيرها، كما يقدم دورات تعليمية لمن لم يقدموا الشهادة الثانوية ليساعدهم في العودة التدريجية إلى قطار العلم.
(خالد عبد الكريم) يقول عن عودته: ” التحقت بالخدمة الالزامية فابتعدت عن الدراسة وعن العمل باختصاصي، وبعد غياب لسنوات عن مقاعد الدراسة نصحني بعض الأصدقاء بمتابعة الدراسة، فدخلت بداية في مجال الدورات التعليمية، وهنا أصبح لدي دافع كبير لأعيد البكالوريا ثم أدخل الجامعة، وسأحقق هدفي بالإصرار والعمل.”
(عبد الرحمن أحمد) أيضاً أخذ منه العمل العسكري جُلَّ وقته، فرابط سبع سنوات على الثغور كغيره من الشباب، وبعد هدوء الوضع الأمني قرر إكمال جامعته، وعن هذا يقول: “كان واجباً عليَّ الالتحاق بالعمل العسكري، ولم يكن هناك أي جامعة في بداية الثورة، وعند افتتاح الجامعات وددت التسجيل فيها لكن سوء الحالة المعيشية والأمنية حال دون ذلك، وهأنذا أعود من جديد بعد سبع سنوات.”
يذكر أن مئات الطلاب في المناطق المحررة يرغبون بإكمال دراستهم الجامعة والعائق الوحيد هو صعوبة الحصول على كشف العلامات من مناطق النظام ممَّا يجعل عملية إعادة الجامعة من السنة الأولى صعبة للغاية.