لا يخفى على أحد أن كل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والمليشيات المساندة له، تخضع لسيطرة (هيئة تحرير الشام) التي بدروها أنهت كل الفصائل الموجودة وبسطت عليها نفوذها بشكل تام.
ومن البدهي أن يكون (الجولاني) وعناصره على استعداد تام للذود عن المناطق المحررة وحماية الأهالي من بطش النظام وعدم التسبب بتهجيرهم، لكن تكرار سيناريو (شرق السكة) وغيرها، والسقوط المدوي للمناطق مايزال مستمرًا وبوتيرة أكبر، إذ إن النظام السوري وميليشياته دخلوا مناطق في المحرر لا يحلمون بدخولها رغم آلة التدمير الكبيرة ولا بسنوات، ذلك لو ثمة إرادة قتال قوية.
بيد أن السقوط المتسارع للقرى والبلدات بيد قوات النظام بقي عنوانًا يتصدر الأخبار المحلية والعالمية، وسط عبارات تبرر الانسحاب بشكل دائم اعتاد عليها المهجرون من ديارهم (اتباع النظام سياسة الأرض المحروقة، تخوين، عدم تحصين، ..).
لكن المفاجئة بعد كل ما حصل ويحصل خروج قائد هيئة تحرير الشام ( أبو محمد الجولاني) وتوعده بتحرير (دمشق) معتبراً لمرة جديدة أن النظام غير قادر على الاستمرار دون الدعم الروسي الإيراني!!
حيث ظهر (الجولاني) أمام عناصر من (العصائب الحمراء) التابعة للهيئة في أحد المواقع، قالت معرفات الهيئة إنه على جبهات ريف حلب، كرر فيها حديثه عن وهن النظام وعجزه، وتبعيات خسارة معرة النعمان على الأمة الإسلامية جمعاء.
ولم ينسَ (الجولاني) تذكير عناصره بالنصر والفتح وإيمانه بنصر مؤزر وفق تعبيره، وبشرهم بتحرير دمشق، حتى لو بقي شبر واحد في الأرض التي يسيطر عليها، مذكراً بمعارك الصحابة ومطالباً عناصره بعدم الانسحاب من المعركة ومواصلة القتال.
ولاقت الهيئة خلال الأيام الماضية، انتقادات كبيرة لعدم زجها بالإمكانيات الموجودة لديها على اعتبارها الفصيل الأكبر في المنطقة والمسؤولة عنها وامتلاكها لأكبر عتاد.
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها (الجولاني) عقب سقوط مناطق محررة من قوات النظام.
ولا ينكر ما تقدمه بعض مكونات الهيئة من تضحيات على جبهات القتال في ريفي إدلب وحلب، سواء في المعركة الجارية أو المعارك السابقة، ولكن هذه التضحيات وفق متابعين تقتصر على مجموعات ومكونات محدودة لا تمثل القوة العسكرية الضاربة للهيئة لتي تستخدمها في كل بغي على منطقة أو فصيل إضافة للذراع الأمني الأكبر.