كشفت الوقائع مؤخراً على اﻷرض عن بداية الحديث حول مقارناتٍ شهدها الشارع السوري، بين مناطق سيطرة اﻷسد، وتلك التي تسيطر عليها المعارضة.
فالجوﻻت المكوكية بين أسواق العاصمة دمشق ومدينة إدلب في اﻷحاديث اليومية، ﻻ تكاد تمرّ مروراً عابراً، دون تهكمٍ أو تحليلٍ للواقع وبالتأكيد الدول في المقارنات بين السوقين.
لماذا المقارنة؟!
تعتبر الآنسة “ميساء” معيدة في كلية اﻻقتصاد جامعة دمشق؛ أنّ المقارنة بين سوقي العاصمة ومناطق المعارضة أمر طبيعي لدى الشارع، وهذا يرجع إلى طبيعة المنطقتين وثقلهما اليوم في الساحة الدولية، ودون شك الداخلية.
مضيفةً؛ “الحوار حول اﻷسعار يُعطي مساحةً للعوام للفضفضة السياسية من هذا الباب؛ فبدل أن تتناول الطرح سياسياً، تنحى باتجاه الحديث عن قوام الدولة التي انهارت أو تكاد؛ وباتت أمام أعين الموالين قبل المعارضين، في عِدَادِ الدول الفاشلة”.
نكايةً بالموالين:
فيما يؤكد “معتز” طالب في كلية الاقتصاد بدمشق؛ أنهم غالباً ما يمرون على صفحات المناطق المحررة، متعمدين ذلك أمام بعض الموالين.
مُردفاً: “ما إن نجد أنّ سعر مادة أرخص في مناطق المعارضة، حتى تنفرج أساريرنا، ونتعمد بطريقةٍ أو بأخرى التهكم بالبعض، فتارةً؛ نردد، اﻹرهابيون بخير، ونحن هنا في ضيق، ثم نعرج على موضوع الفساد.”
ويختم: “النكاية ببعض الموالين مهمة، فيما نحاول أحياناً كسب بعض من ﻻ يزال على الطرف المحايد”.
سوق الخضار في إدلب مجتمع سياسي:
حتى داخل سوق إدلب، يقف “عمر” و”أبو أحمد” في العقد الرابع من العمر تقريباً، وباعة خضار، يتناولون أطراف الحديث، معظمه مقارنةً للأسعار بين الشمال “إدلب”، وبين العاصمة دمشق، ويختمان الحديث: “انتصر بالسياسة اﻷسد.” فيما يقهقه اﻵخر: “جوَّع الموالين، متل ما جوَّع أهل مضايا والزبداني، أيّ انتصار يا زلمة؟!”
الغاز مثالاً:
من جملة ما شغل الشارع في إدلب المقارنة بين توفر مادة الغاز هنا وبين داخل مناطق نفوذ اﻷسد، وبين السخرية والتهكم، تبقى بعض العبارات التي تحكي عن طبيعة الناس وفطرتهم؛ فالأستاذ “خالد” بائع غاز ومدرس رياضة في إدلب يقول: “يُحزننا وضع إخواننا في دمشق واللاذقية، أتحدث عن عوام الناس المغلوب على أمرهم، يجب أن نفرق بين النظام والشارع، حتى الحاضنة لم نكسبها”.
مردفاً: “اﻹعلام تقع عليه مسؤولية كبيرة لكسب الشارع الموالي هناك، وتجييشه مجدداً؛ فاﻷسد ساقطٌ ساقط وإنما هي مسألة وقت، وتفاهمات دولية تشير إلى ذلك نوعاً ما، على اﻷقل لدينا أمل”.