عمار العلي |
تعتبر الإصابات العظمية من الإصابات الكبيرة والكثيرة التي أفرزتها الحرب، إذ تحتاج الكثير من المعالجة والرعاية والتكلفة المادية الباهظة.
ومن بين الإصابات العظمية إصابات المفاصل التي شكلت نسبة عالية في ظل الحرب، وعند إصابة المفاصل غالبًا تحتاج إلى الاستبدال؛ لأنها تصبح بلا فائدة بعد الإصابة، وفي الغالب لا تنفعها المعالجة، وأيضًا تحتاج الكثير من الوقت والجهد.
كما أن هناك حالات تبديل للمفاصل بدون إصابة سابقة، وتسمى هذه الحالة (التنكس) أو (التخرب)، وتحدث نتيجة إصابة التهابية تؤدي إلى تخرب سطح المفصل، وبسبب التكلفة العالية وتدهور الاوضاع الاقتصادية فقد عجز أغلب الناس عن إجراء هذه العمليات، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الدواء والمفاصل بشكل عام، مما أدى إلى إعاقات وعجز عند أغلب الناس.
ونتيجة لظهور هذه الحالات فقد عملت المنظمات الصحية على توفير العلاج لهذه المشكلة، ولكن تكاد لا تكفي هذه الاستجابة بسبب الإصابات الكثيرة، وقلة الكوادر الطبية العاملة في هذا المجال، وكذلك افتقار المحرر إلى الاخصائيين.
منظمة (الهيئة الطبية) وهي منظمة طبية خيرية، كانت تنفذ مشروع المفاصل في وادي بردى، وعند سقوط المنطقة انتقل تنفيذ المشروع إلى محافظة إدلب مشفى الرحمة في دركوش.
حيث عملت المنظمة من خلال مشروعها على مساعدة الناس وذلك بتأمين المفاصل برأس المال، أي على المريض أن يدفع ثمن المفصل فحسب، والمشفى يتكفل بإجراء العملية.
وفي لقاء لصحيفة حبر مع الدكتور (سالم عبدان) اختصاص جراحة عظمية ومفاصل، قال: “يتم تبديل المفاصل في حال تخرب المفصل من الدرجة الرابعة، ويوجد نوعين للمفاصل أحدهما شبابي والآخر للكبار.”
وعن التكلفة قال: “إن تكلفة المفصل غير المدعوم من قبل المنظمات يتراوح بين ١٥٠٠ إلى ال٢٠٠٠ دولار، بينما يتم تبديل المفاصل في مشفى دركوش بقيمة ٥٠٠ دولار للورك و٥٥٠ دولار للركبة، وذلك لأن الهيئة الطبية لديها مشروع وتنفذه في مشفى الرحمة بدركوش.”
وأضاف أنه “لا يوجد إلا الهيئة الطبية حاليًا تعمل على توفير المفاصل في الشمال المحرر.
وفي حديث آخر لصحيفة حبر مع المريض (أيمن أبو حسام) قال: “تعرضت لإصابة في مفصل الورك عندما كنت في السجن بسبب التعذيب والضرب ونتيجة لذلك تعطل عندي مفصل الورك، وعند خروجي عملت تبديلًا للمفصل في مشفى باب الهوى ولكن فشلت العملية، وبعد فترة خرجت إلى تركيا وعملت العملية مرة أخرى ونجحت والحمد لله، لكن كانت التكلفة المادية كبيرة بسب الخروج إلى تركيا وسعر المفصل.”
كما توجد مضاعفات أخرى لتبديل المفاصل بعد العمل الجراحي ومنها انتان المفصل وفشله مما يزيد من العبء على المريض، وذلك لأن العلاج يحتاج الكثير من الأدوية ذات الكلفة العالية.”
التقت صحيفة حبر مع الدكتور (يحيى نعمة) رئيس دائرة الرعاية الثانوية في مديرية صحة إدلب، حيث قال: “تسعى المديرية لتأمين المستهلكات العظمية مجانًا حيث توفق أحيانًا في ذلك وليس دائمًا، كما نقوم بتأمين العمل الجراحي مجانًا من مستهلكات وكوادر، والسبب في قلة هذه العمليات هو عدم وجود جهات داعمة لها.”
وأضاف: “يتم اختيار المرضى حسب الأكثر حاجة والمشكلة الأساسية في تبديل المفاصل في المحرر هو غلاء أسعارها وعدم توفرها مجانًا.”
كما أسهمت المديرية مع جهة خيرية، حيث عملت على تأمين المفاصل بنصف الثمن، وقال (نعمة): “إن تبديل المفاصل في الشمال المحرر يتم بمشفى دركوش وعقربات.”
كذلك يجب على المريض الجلوس في البيت لأشهر حتى يتعافى المفصل، وهذا الأمر يعتبر تحديًا لكثير من الناس الذين لا يوجد عندهم أي مدخول ثابت.
ومما تقدم ذكره نرى أنه على المنظمات الصحية السعي الحثيث في توفير المفاصل المجانية بشكل تام والعلاجات المجانية؛ لأن أغلب الناس لا يستطيعون تحمل كل هذه الأعباء بسبب أوضاع البلاد.