ندى اليوسف |
يحاول أبناء الشمال السوري المحرر إثبات نجاحهم للعالم رغم قسوة الحرب وبكافة المجالات، ومن بين تلك النجاحات مشروع رياضي مختلف هو الأول من نوعه على صعيد المحرر انطلق به رياضي حاصل على الحزام الأسود في الكاراتيه.
(وسيم ستوت) أحد أبناء بلدة (النيرب) في ريف حلب، وهو مُدرّس للرياضة، يحدثنا عن بداية مشروعه الرياضي الذي بدأه من حلب، حيث كان معلمًا للرياضة في الحمدانية، وتبلور مشروعه عندما أنشأ ناديًا لتدريب المتظاهرين في حي (صلاح الدين) بعد تحريره.
مشروع (وسيم) لم يكتمل في حلب والسبب حسب قوله: “خرجتُ من حلب نتيجة التهجير القسري الذي أعقب الحصار، فذهب كل ما تركته هناك هباءً “.
وأضاف: “لكن تمكنت من فتح نادي كاراتيه في بلدة (كفركرمين) في نزوحي، واستمر عامين، ليغلق بسبب عدم وجود داعم له، حتى فتحت النادي الحالي في (بلدة الجينة) “.
وعن أهمية مشروعه الرياضي الحالي، أوضح (وسيم): “في النادي الحالي أعمل على مشروع أهميته كبيرة، وهو إدخال الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى عالم الرياضة.
وقد لقي هذا المشروع نجاحًا كبيرًا رغم قلة الدعم، إذ يقوم على استخدام لعبة الكارتيه في أسس الدعم النفسي.”
(وسيم ستوت) ذكر لنا أنه “عمل مع منظمة (إحسان) في مجال الدعم النفسي ما يقارب السنتين، فاكتسب خبرة الخوض في غمار الدعم النفسي”.
وعن آلية العمل ضمن المشروع، يوضح: “أعمل في مشروعي على الجمع بين الأطفال الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لعدة أسباب أهمها التخلص من الطاقة السلبية لدى الأطفال التي تكونت لدى الأغلبية منهم بسبب الحرب والنزوح وتحويلها إلى طاقة سلبية، وإدخال ذوي الاحتياجات الخاصة في عالم الرياضة كونهم مهملين من الناحية الرياضية”.
وأردف بقوله: “الجمع بين الأطفال الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة يحول الطاقة السلبية لدى الطفل، والتي يفرغها من خلال تدريبه على الكاراتيه في النادي إلى طاقة إيجابية، وكذلك يساعد الدمج على تقديم المساعدة للمعاق وتعليمه الحركة، ويساعده في كل شيء، وصولًا إلى تعزيز الإنسانية لديه حتى يكبر”.
ومن إيجابيات الدمج الرياضي بين أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأسوياء، ما أشار إليه (وسيم) بقوله: “طفل ذوي الاحتياجات الخاصة لن يتقبل أفكارًا ممَّن هم أكبر منه، إلا أنه يتقبلها من أطفال جيله ،وذلك يعزز العمل التطوعي واللعب والضحك سويًا مع الطفل السليم، وهذا له أثر كبير وإيجابية”.
أما الخطة التي سار عليها، فهي كما بينها بقوله: “اختيار الأطفال من الطرفين له معايير محددة، فالأعمار محددة من 13 عامًا حتى 19 عامًا، والحجم أيضًا مناسب لكلا الطرفين؛ كيلا يلحق أحدهما الأذى بالآخر.”
وقد لاقت الفكرة إقبالاً كبيرًا من قبل لأهالي، حيث أكد المدرب (وسيم) أن “الأهالي طلبوا منه الاستمرار ودعمه ماليًا كيلا يتوقف المشروع، فقد لاحظوا تحسنًا كبيرًا على أطفالهم من حيث انشغالهم وتحسن نفسيتهم وتعاملهم مع الآخرين ومع إخوتهم في المنزل “.
إلا أن (وسيم) لاقى صعوبات كثيرة في إنجاح مشروعه، تركزت حسبما أكد حول عدم حصوله على داعم أساسي لهذا المشروع المهم.