الدفاع المدني السوري منظمةٌ مدنيةٌ تطوعيّةٌ دفاعيّة، تعمل في مناطق الثوار ويُطلق على أفرادها أصحاب القبعات البيضاء.
تأسَّس الدفاع المدني في آذار عام 2013 وذلك نتيجة استهداف قوَّات النظام للمدنيين الذين خرجوا لنيل حريّتهم، وقد تجاوز عدد مراكز الدفاع المدني 100 مركزٍ.
وتتركّز في ثماني محافظاتٍ تنسِّق فيما بينها باستمرار وتضمُّ مراكز الدفاع المدني أكثر من خمسة آلاف عنصرٍ يعملون لإنقاذ الأرواح والحدِّ من الإصابات بين المدنيين، ويُذكر أيضاً أنَّ فرق الدفاع المدني قامت بإسعاف عناصر من قوات النظام وذلك لأنَّ هدف الدفاع المدني إنساني، وتضمُّ تلك المراكز شباناً تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً خضعوا لدوراتٍ في تركيا عبر المنظَّمة العالميّة للإنقاذ.
مركز الدفاع المدني في منطقة الأتارب يضمّ عشراتِ المتطوعين الذين يملكون خبرةً في الإنقاذ السريع والإسعافات الأولية، ويقدِّم المركز العديد من الخدمات الإنسانيّة للأتارب وريفها رغم ضعف الإمكانيّات وقلة الآليّات والدعم المادي، كما قام بإخلاء المباني من السكان وإيصالهم إلى المشافي أثناء الهجمة الجويّة لطيران الأسد وحليفه الروسي، ويقوم أيضاً بالكشف ووضع علاماتٍ على أماكن الخطر كالعبوات الناسفة والقنابل العنقوديّة والقذائف التي لم تنفجر مع تحذير المدنيين من الاقتراب منها وتوزيع مناشيرَ للوقاية والحد من خطورة هذه المواد، وأخمد متطوعو المركز عدداً من الحرائق التي نشبت في موسم الحصاد في عدة قرى من الريف الغربي.
يعاني مركز منطقة الأتارب من نقص المعدَّات وصعوبة تأمين المياه لإخماد الحرائق وخاصة الليليّة منها ونظراً للحاجة الملحة فقد تمّ إحداث بئرٍ في مركز الدفاع المدني تحت مسمى تحسين الاستجابة الوقائيّة لحوادث الحرائق وذلك بالتعاون مع مركز الشرطة الحرة والمجلس المحلي في مدينة الأتارب ومجموعة عمل أمان وعدالة مجتمعيّة.
اعتمد المشروع على حفر بئرٍ وتجهيزه في مركز الدفاع المدني وذلك لتخفيف مخاطر الحرائق الليليّة والإسراع في إطفائها والحفاظ على سلامة أرواح المدنيين.
الأستاذ نجيب بكور مدير مركز الدفاع المدني في منطقة الأتارب تحدَّث لصحيفة حبر عن أهميَّة هذا المشروع فقال: افتقارنا للماء في المركز أبطأ عملنا وزاد نسبة خطورة الحرائق لذلك قامت مجموعة عمل أمان وعدالة مجتمعية باقتراح حفر بئرٍ في هذا المركز وتكمن أهميّة هذا المشروع في سرعة استجابة فرق الإطفاء للحرائق الليليّة في حين كانت تعاني من تأمين المياه من الآبار الخاصة في وقتٍ متأخرٍ من الليل.
لا تقتصر أهمية هذا البئر على الإطفاء فحسب بل ستقوم فرق المركز بتزويد النازحين والمخيمات بالمياه عن طريقه.
ونحن في مركز الدفاع المدني نتقدم بالشكر لمجموعة عمل أمان وعدالة مجتمعيَّة على هذا المشروع القيِّم والذي حتماً سيخفّف من مخاطر الحرائق ويزيد من سرعة عمل فرق الإطفاء.
كما تحدَّث الأستاذ علي أحمد عضو في مجموعة عمل أمان وعدالة مجتمعيّة لصحيفة حبر عن سبب إحداث هذا المشروع فقال: كانت أصوات المدنيين تعلو مناشدين الجهاتِ المعنيّة من أجل إيجاد منقذٍ لهم من خطر الحرائق، واستجابةً لندائهم قامت مجموعتنا بحفر البئر بعد التعاون مع الشرطة الحرة والمجلس المحلي ومركز الدفاع المدني، وإنَّ هذا البئر سينعكس إيجاباً على المنطقة بأكملها، وسيساعد الدفاع المدني على تقديم الخدمات للمدنيين وتخفيف الخطورة التي تهدِّدهم بسبب الحرائق.
وأضاف الأستاذ علي أنه من خلال هذا البئر سيتم تزويد المشافي والمستوصفات والمؤسسات الحكوميّة بالمياه كما سيتم تزويد المجلس المحلي بالمياه وذلك لضخِّها للحارات والشوارع التي لا تسدُّ حاجتها آبار المدينة.
الدفاع المدني مستمرٌ بعمله الإنساني رغم ظروفه الصعبة المحيطة به من قصفٍ لمراكزه وتدمير آلياته واستشهاد عدد من عناصره أثناء القيام بواجبهم الإنساني، ومن هنا ننقل صوت المدنيين الذي يناشد الحكومة المؤقتة والمنظماتِ الإنسانيّة أن تهتمّ أكثر بمؤسسات الدفاع المدني، والشكر موصولٌ لهذه المؤسسة البيضاء التي أوشكت أن تنال جائزة نوبل العالميّة للسلام.