عبد الحميد حاج محمد |
أُعلن مؤخرًا عن تشكيل جسم إعلامي جديد في سورية يضم عدة تكتلات إعلامية تم تشكيلها سابقًا، في حين من المنتظر الإعلان عن جسم إعلامي آخر في الداخل السوري يضم غالبية إعلاميي الداخل.
وكانت أربع جهات إعلامية وهي: “رابطة الصحفيين السوريين، واتحاد إعلاميي حلب وريفها، ونادي الصحفيين السوريين، ورابطة الإعلاميين للغوطة الشرقية” قد أعلنت عن تشكيل جسم إعلامي تحت مسمى (مجلس الإعلام السوري).
وفي تصريح لصحيفة حبر، قال (إسماعيل الرج) رئيس اتحاد إعلاميي حلب وريفها أحد مؤسسي المجلس الجديد: “لا يوجد أي رئيس للمجلس الحالي، إنما سيتم لأول مرة الاعتماد على موضوع الدائرة المستديرة، وبالتالي كل الأجسام تنضوي تحت المجلس إن كانت من المؤسسين أو الذين سينضمون لاحقًا لهم الأحقية في التمثيل داخل المجلس والقرار سيكون بالأغلبية.”
وحول أهدافه أشار (الرج) إلى أنهم يسعون إلى توحيد الخطاب الإعلامي، بالإضافة إلى تأمين الحماية للصحفيين في داخل وخارج سورية، والأولوية لداخل سورية، حيث يتم العمل بالأساس على حماية الصحفيين في داخل سورية.
وبحسب القائمين على المجلس، فإن هدفه الأبرز هو نزع الشرعية من مؤسسات نظام الأسد، وبحسب (الرج) فإن “الواجب نزع الشرعية عن تلك المؤسسات، ونرى أن يكون المجلس هو الممثل الشرعي للإعلاميين في سورية.”
وحول الحديث عن شرعية الجسم المطلق حديثًا ومدى الاعتراف به ممثلًا للإعلاميين يقول (الرج): “إن المجلس يستمد شرعيته من الناس المؤسسة له، من الصحفيين السوريين الأكفاء، إن كان مهنيًا أو من ناحية العمل خلال الثورة السورية.”
وقد تحدث العديد من الناشطين أن المجلس خارج سورية، فما هي الأهداف التي سيحققها داخليًا لإعلاميي الداخل كونهم الأكثر تعرضًا للخطر، وفي ذلك أشار (إسماعيل الرج) إلى أنه “لم يعد هناك تعابير مستخدمة حول داخل سورية وخارجها، ولم يعد هذا الأمر يفرق، وحتى لو كان هناك اختلاف، فما يقارب نصف المؤسسين موجودين داخل سورية.”
وأما عن تسميته التي رآها البعض أنها تسمية جامعة وعامة رغم أنه لا يمثل سوى بعض التشكيلات، برر (الرج) ذلك أنهم لم يقوموا بإغلاق الباب أمام الراغبين بالانضمام إليه، فهو مشروع للجميع لا يوجد أي استثناء منه، فأي تشكيل يمتلك صفة نقابية، بإمكانه الدخول إلى المجلس، لافتًا إلى أنهم يتواصلون مع جميع التشكيلات، وهناك الكثيرون سينضمون خلال الفترة المقبلة.
المرتقب في الفترة المقبلة الإعلان عن جسم إعلامي آخر تحت اسم (رابطة الإعلاميين السوريين) يضم عددًا كبيرًا من إعلاميي الداخل السوري، وكان من المقرر أن يشكل هذا الجسم قبل عامين تحديدًا، إلا أن الحملة العسكرية لنظام الأسد أوقفت تشكيله.
(عمر حاج أحمد) عضو اللجنة التحضيرية في الرابطة أوضح لحبر أن “الجسم سيتشكل من قاعدة إعلامية كبيرة ما يقارب 600 إعلامي، وشكل الإعلاميون لجنة تحضيرية مكونة من 57 شخصًا وضعوا النظام الداخلي للرابطة، وحاليًا هناك لجنة عضوية ولجنة انتخابات ستطلق أعمالها خلال الأسبوعين وتنعقد انتخابات، وبعدها الإعلان عن الجسم الذي من المتوقع أن يكون في بداية 2021.”
وبحسب القائمين على هذا الجسم، فإن غايته الأولى حماية الإعلاميين والصحفيين الموجودين في الداخل والخارج، حتى أنه يضم أعضاء موجودين خارج سورية، ثم تنظيم العمل الإعلامي، ثم تقوية وتدريب الإعلاميين الموجودين في الداخل.
ونوه (حاج أحمد) إلى أن “الرابطة التي يتم العمل على تشكيلها 80 بالمئة من أعضائها هم من الموجودين في الداخل السوري، ومن 10 إلى 20 بالمئة موجودين في تركيا، واللجنة التحضيرية هي عبارة عن 7 كتل، 6 منها في الداخل وكتلة في تركيا.”
وقد تحدثت العديد من المصادر عن أن مجلس الإعلام السوري الذي أطلق مؤخرًا، أسس على عجلة ولم يستغرق سوى مشاورات يومين، تم بعدها التوقيع دون ورقة تفاهم واضحة وبدون نظام داخلي يسير أعمال المجلس ويوضح أهدافه ورؤيته.
وهو ما أشار إليه الصحفي (عمر حاج أحمد) إلى أن اللجنة التحضيرية للرابطة المشكلة حديثًا، بالإضافة إلى اتحاد الإعلاميين السوريين، تواصلوا مع المجلس الإعلامي السوري وطلبوا منهم رؤية إذا أرادوا التشارك في المجلس، أو نظام داخلي واضح للعمل، فلم يكن هناك رد مقنع حول وجود رؤية واضحة للجسم، وغالبًا بسبب تشكيله المستعجل.
وبحسب (حاج أحمد) فإن “هذا الأمر سبب مشكلة حتى بين أعضاء رابطة الصحفيين وضمن أعضاء نادي الصحفيين، وحتى ضمن باقي الكيانات الأخرى، فحصل هناك خلل بين الأعضاء ومجالس الإدارة للكيانات، حول الانخراط في التشكيل دون أي رؤية له.”
وكان البعض قد تحدث عن أن سبب العجلة في إطلاق التشكيل هو الحديث عن كتلة مالية ستقدم للجسم عن طريق الائتلاف الوطني، وآخرون تساءلوا إذا كان هذا التشكيل سيكون مغايرًا للتشكيلات الأخرى التي عصفت بها المشاكل مثل (رابطة الصحفيين السوريين).
ولفت (حاج أحمد) إلى أن “التشكيل إذا أُسس كأي تشكيل آخر، أو مثل التشكيلات العسكرية التي ظهرت، فمصيره الفشل مثل (جيش الفتح، أو الجبهة الوطنية، وقديما الجبهة الإسلامية) كلها كان مصيرها الفشل بسبب عدم وجود نظام داخلي يحدد الأهداف ودور كل القائمين على الجسم من رئيس المجلس حتى الآخرين.”
وأضاف أن ” الأمر لا يعني التوحد، فأكثر ما في الأمر أن أربعة أجسام توحدت في جسم، وكل كتلة تبقى على عملها ومهامها الأساسية، فهو اسم واحد لأربع كيانات لكل منهم اسمه وأعماله.”
في حين يرى البعض أنه حتى اليوم رغم تأسيس عشرات المؤسسات المختصة بالإعلاميين والصحفيين السوريين، لم تُثبت أي مؤسسة حتى اليوم جدارتها بقيادة وحماية العمل الإعلامي.
ويعاني الإعلاميون والصحفيون السوريون حتى اليوم من فقدان جسم نقابي أو مؤسسة إعلامية تضمهم تحت مظلة كيان واحد، يحاكي رؤيتهم ويكون هدفه الأبرز الداخل السوري وفقًا للفئة الأكثر معاناة اليت تحتاج جهة تدافع عنهم.