أصدرت منظمة “Conflict Intelligence Team” – وهي منظمة غير حكومية معنية بالشأن الروسي – مساء أمس تقريراً أولياً فندت خلاله بيان وزارة الدفاع الروسية الذي صدر صباح الأربعاء حول هجوم بأسلحة كيميائية استهدف مدينة “خان شيخون” جنوب إدلب، بغاز الأعصاب.
وكذَّبت المنظمة في تقريرها بيان وزارة الدفاع الروسية الذي أعلنت فيه أن سقوط الضحايا المدنيين جاء نتيجة تسرّب غاز سام من مستودعات أسلحة كيميائية تابعة للمعارضة المسلحة، بعد أن استهدفتها طائرات تابعة لنظام الأسد بين الساعة 11:30 و 12:30 من يوم أمس الثلاثاء حسب البيان.
وأشارت المنظمة، إلى أن الهجوم الكيماوي بدأ عند الساعة السادسة والنصف من صباح الثلاثاء وبدأ تدفق الصور والتسجيلات المصورة إلى وسائل الإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حدود الساعة التاسعة من صباح نفس اليوم، أي قبل الهجوم الذي قالت وزارة الدفاع الروسية : إن طائرات الأسد نفذته بأكثر من ثلاث ساعات.
كما استندت المنظمة في تقريرها على دليل آخر، حيث قالت : إن وزارة الدفاع الروسية تنشر عادة لقطات من الجو لاستهداف مخازن أو تجمعات للمسلحين في سوريا بالتقرير اليومي، ولكن في حادثة الأمس لم تصدر وزارة الدفاع أي صور من الجو للحظة استهداف ذلك المخزن.
وتظهر الصور التي بثها ناشطون من المنطقة شظايا قذيفة في منقطة مفتوحة وليست داخل مخزن أو مكان مُغلق.
كما اعتبرت المنظمة في تقريرها أن اتهام وزارة الدفاع الروسية المعارضة السورية بالحصول على كميات من الأسلحة الكيماوية التي حصلت عليها من تنظيم “داعش” في العراق أمراً غير منطقي، حيث أن فصائل المعارضة في تلك المنطقة تقاتل “داعش”، ولا يوجد رابط أو طريق بين مناطقها ومناطق التنظيم في العراق.
وردا على ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية أيضا في بيانها أنه بحسب الصور التي وصلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمصابين بالهجوم، فإن الأعراض التي بدت على المصابين تشابه أعراضاً بدت على مصابين بهجمات سابقة تعرضت لها الاحياء الغربية من حلب “التي كانت تقع تحت سيطرة النظام”، أكدت المنظمة في تقريرها أن هذا ليس صحيحاً بالواقع، لأنه بحسب زعم روسيا، فقد تم تنفيذ تلك الهجمات على حلب بغاز الكلور، والذي تختلف أعراض الإصابة به عن الأعراض التي ظهرت على المصابين بهجوم الثلاثاء في خان شيخون، الذي كان بغاز من مشتقات غاز الأعصاب حيث تعرض الضحايا لتوسع في حدقة العين، والنوبات الاختلاجية عكس الكلورين.