تلقت والدة الشهيد أشرف نعالوة الأسيرة وفاء مهداوي، نبأ استشهاد ابنها أشرف الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس يوم الخميس الماضي، بصدمة شديدة، فيما هي أسيرة لدى قوات الاحتلال منذ نحو شهرين، مؤكدة أن الاحتلال يحاكمها لقولها لأشرف “دير بالك على حالك يمّا”.
وتواصل قوات الاحتلال اعتقال وفاء مهداوي وزوجها وابنها أمجد وزوج ابنتها نصر شريم، في حين تعرضت العائلة لعمليات عقاب جماعي شملت مداهمات وتفتيشا لمنازل أشقاء وشقيقات أشرف وأقاربه وضاحية شويكة مسقط رأس أشرف، وهدمت اليوم طابقين من منزل عائلته.
ولم تصدق والدة أشرف أن ابنها استشهد حين تلقت الخبر عبر التلفاز، وقالت في رسالة نقلتها محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، حنان الخطيب، مخاطبة المحامية: “خالتي هذا الدم اللي شفته بالتلفزيون مش دم ابني…. روحيني من شان الله بدي أشوف أشرف”.
ونقلت المحامية الخطيب، الصورة المؤلمة والمبكية لحالة الأسيرة وفاء مهداوي لحظة تلقيها نبأ إعدام نجلها أشرف نعالوة على أيدي قوات الاحتلال، حيث زارت المحامية الأسيرة مهداوي في سجن الدامون، وأكدت أن حالة الحزن والصدمة والهستيريا بدت على الأم الأسيرة، وكانت من أصعب وأقسى المشاهد التي مرت بها خلال عملها وزياراتها مئات المرات لأسرى وأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت المحامية بأن والدة الشهيد أشرف لم تنم في تلك الليلة التي استشهد فيها نجلها، وكانت تشعر بالقلق الشديد وبحالة من الخوف والفزع على ابنها، وكأنها شعرت بحدس الأمومة بأن شيئاً جللاً سيصيب أشرف، ثم تلقت الخبر الذي نزل على قسم الأسيرات في الدامون كالصاعقة.
وتروي المحامية الخطيب جزءاً من لقائها بالأسيرة وفاء وكلماتها التي تدمي القلوب، وقالت مهداوي: “روحوني من هون يا خالتي، بدي أشوف ابني واسلم عليه، نفسي أشوفه، صارلي شهرين مشفتوش، ابني ما مات لسا عايش، طلعوني من هون نار مولعة بصدري، طب ليش قتلوه، قالولي بدك إياه شهيد واللا أسير، قلتلهم اقتلوني أنا تقتلوش أشرف، ابني أشرف شجاع”.
وتابعت: “راح ابني مين هسا موقف مع بناتي، لحالهم بعزوا حالهم، حابسيني أنا وأبوهم وأخوه والكل، فش حدا بالدار، والدار بدهم يهدوها؟، خالتي هذا الدم اللي شفته بالتلفزيون مش دم ابني…. روحيني من شان الله بدي أشوف أشرف”.
|
وواصلت “أنا كنت حاسة يا خالتي والله ما نمت من يومين، حاسة إنهم راح يقتلوه هالمجرمين، غدروه، كووا قلبي الله يكويهم، ابني عايش ابني بطل، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، أنا يا خالتي بهدلوني، قبل يومين كان عندي محكمة بمحكمة سالم، دفع وإهانات وتنكيل وكل هاد لأنو تهمتي إني (حكيت لابني دير بالك على حالك يما) حاطينلي إياها تهمة”.