تعد قلعة حلب إحدى أهم قلاع سورية بل الوطن العربي لكن وزارة الثقافة في نظام الأسد لها رأي آخر، فمدينة حلب ورغم أنها كانت وجهة السياح الأجانب بسبب قلعتها لم تعد تملك ما يدل على عراقتها من خلال عمل وزارة الثقافة على تحويل معالم المدينة إلى صالات للرقص وإلباسها ثوب الحداثة لكن ليست الحداثة الحضارية بل الحداثة التافهة التي ترى التطور في أفواه المغنين ووصلات الدبكة.
ومنذ العام الماضي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات عن إقامة حفلات على مسرح قلعة حلب، اعتبرها مجموعة كبيرة من السوريين إهانة بحق القلعة وتاريخها، وصبوا جام غضبهم على النظام السوري الذي يسمح بهذه الأمور.
وتشهد المدينة هذه الأيام سخطاً شعبياً، بعد الإعلان عن حفلة للمطرب الشعبي “حسام جنيد“ ، وخاصة أنها برعاية وزارة الثقافة وسيريتل، وما الذي يجمع وزارة الثقافة وحسام جنيد ومسرح القلعة العريقة.
ونقل تلفزيون الخبر الموالي لنظام الأسد أخباراً عن الحفلة وموعدها وأكد انتشار تعليقات على وسائل التواصل تدين بشدة وزارة الثقافة في نظام الأسد. ومن هذه التعليقات:
“قلعة حلب التي قاومت الحرب ولم يستطع المسلحون تخريبها يبدو أنها ستخرب على أيدينا ففي حال استمر المسؤولون بإصرارهم حول إقامة هكذا حفلات لا تليق بأهمية القلعة، فإن خرابها آتٍ”، بحسب تعبيره.
وورد في التعليقات تساؤل حول “سبب عدم إقامة الحفل في مكان آخر، كمدرج الجامعة أو نقابة المعلمين أو أحد المطاعم أو الأندية المنتشرة بكافة حلب؟.. هل يعقل أنه لا يوجد مكان لإقامة هكذا حفل سوى القلعة؟.. هذا ما يجعل الأمر مستفز، فالمقصود هو القلعة والتخفيف من أهميتها، أنا لا أرى الموضوع سوى كذلك”.
ونقل التلفزيون الموالي عن أحد الباحثين التاريخيين قوله: “اختلفت الآراء حول إقامة حفلات فنية لمغنين ليسوا على مستوى فني رفيع في مدرج قلعة حلب، فمعارضو هذا الأمر اعتبروا أن الصعود على هذا المدرج شرف رفيع لا يجوز ان يحوزه إلا كبار الفنانين كما كان الأمر سابقاً”.
وشرح الباحث أن “لمدرج قلعة حلب هيبة يجب ان يتم الحفاظ عليها، وهو كمدرج بصرى أو مدرج جرش، له بعد معنوي واحترام كبير يجب المحافظة عليه”.
وتابع: “أعتقد ان بقية دول العالم تحتفظ بمسارح ومدرجات مواقعها التاريخية لمناسبات معينة وتلجأ لمدرجات ملاعب الكرة مثلاً لأحياء حفلات شعبية غنائية”.
هذا وتسمح وزارة الثقافة الجهة المسؤولة عن قلعة حلب، لأي شخص أو شركة أن تقوم باستئجار المسرح بعد أن تدفع الرسوم، دون النظر إلى مستوى الفعالية، أو تاريخ القلعة، وكأنها صالة أعراس.