أعاد افتتاح جامعة إدلب الحرة في أيلول الماضي الأمل لكثير من الطلبة ممن حرموا من إتمام دراستهم الجامعية وحملة الثانوية بسبب انتمائهم للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام واعتقال الكثير منهم على الحواجز بذرائع مختلفة، وتعتبر أول جامعة في مناطق سيطرة المعارضة.
وتضم هذه الجامعة عدة أقسام قديمة أضيفت لها أقسام جديدة كقسم الكيمياء وعلم الأحياء في كلية العلوم، والتاريخ والأدب الفرنسي في كلية الآداب) بالإضافة لكليات جديدة تم افتتاحها (الصيدلة والهندسة المدنية والميكانيكية وكلية الشريعة والمعاهد المتوسطة كمعهد إعداد المدرسين لتأهيل كوادر من المدرسين في المناطق المحررة)، ويتألف الكادر التدريسي في الجامعة من 54 أستاذ جامعي بالإضافة إلى100ـ طالب ماجستير.
وبما أن هذه التجربة تعتبر الأولى بعد سنوات انتظار في المناطق المحررة، كان لها سلبيات وإيجابيات، إلا أن التعاون والتنظيم الذي ظهر بين الكادر التدريسي والإداري والطلبة والتقيد بقوانين التعليم العالي ساهم في تجاوز هذه العقبات، فاستمرت في الفصل الأول والثاني بنجاح، بمشاركة 5000 آلاف طالب وبإشراف نحو 60 مدرس من أصحاب الشهادات العليا.
وأفادت رئيسة شعبة الامتحانات في كلية الآداب “سمر الأحمد” لجريدة حبر” إنَّ إدارة الجامعة تعمل على وضع برامج الامتحانات وتسهيل كافة الأمور اللوجستية للطلاب قبل الامتحان وبعده” وأكدت على ضرورة التعاون ما بين الطلاب وإدارة الجامعة واستقبال الاقتراحات والشكاوى لمكتب شؤون الطلبة، وكانت أبرز مشكلة يعاني منها الطلبة هي ارتفاع أقساط التسجيل لعدم وجود جهات داعمة لمشاريع التعليم العالي، وعن تأخير صور كشف العلامات للطلبة المتقدمين من جامعة حلب ممن يرغبون الالتحاق بجامعة إدلب الحرة أضافت” إنَّ إدارة الجامعة تسعى للتنسيق مع جامعة حلب للحصول على كشف العلامات خاصة للطلاب الشباب ممن لا يستطيعون الذهاب إلى مناطق النظام”.
وأكد عضو لجنة الرقابة والمتابعة في جامعة إدلب الأستاذ زياد:” إنه سيتم في العام المقبل إحداث جسم إداري موحد وشعبة امتحانات تشمل كافة الكليات وأفرعها، وتم تأجيل موعد الامتحانات في الفصل الثاني لأسباب أمنية طارئة بسبب القصف الجوي المكثف، باعتبار أن الطالب هو محور العملية التعليمة لذلك نسعى للعمل على إيجاد التسهيلات له من كافة النواحي خاصة مسألة توزيع المدرسين على صفوف الطلبة حيث لازالت إدارة الجامعة تعاني من نقص في الهيئة التدريسية من أكاديميين وحملة شهادة الدكتوراه”.
أما عن رأي الطلبة في تقييم تجربة إحداث هذه الجامعة في مدينة إدلب كانت متنوعة، وكان أبرزها:
مصطفى طالب معهد طبي قال: ” لم أجد أي فرق في المعهد بين ما كان يقدمه لنا النظام من خدمات وما تقدمه حاليا إدارة جامعة إدلب المحررة، بالأخص في عمليتي سير العملية التدريسية والامتحانات، بل على العكس كانت الهيئة الإدارية متعاونة مع الطلبة بشكل واضح”.
وعن مسألة الاعتراف، يسعى الائتلاف السوري للحصول على اعتراف بالشهادات الجامعية التي سيحصل عليها الطلبة من جامعة إدلب الحرة، لكن أحمد الطالب في كلية الآداب أكد لجريدة حبر: ” لا تهمني مسألة الاعتراف بالشهادة التي سأحصل عليها، فأنا أدرس لأساهم في إعادة بناء وطني، وليس لأهاجر وأعمل في دول الخارج”.
إحداث جامعة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام كان تحديا كبيرا للحرب المشتعلة ودليل على صمود الشعب السوري في تجاوز الصعوبات ومتابعة الطلبة دراستهم بشكل طبيعي، ولكن يبقى السؤال: هل ستسعى إدارة الجامعة لإيجاد حلول لكافة المعوقات التي واجهها المدرسون والطلبة خلال هذا العام لاستقطاب عدد أكبر من الطلبة لاستمرار العملية التعليمية التي تعتبر حجر الأساس في بناء سوريا الجديدة؟!.
سلوى عبد الرحمن