رجاء شبيب |
يشهد الشمال السوري تطورًا ثقافيًا وعلميًا في السنوات الأخيرة وخاصة بعد تحررها، حيث افتتحت عدد من الجامعات والمعاهد التي استقطبت عددًا كبيرًا من الطلاب الذين أبعدتهم ظروف الحرب القاسية عن مقاعد الدراسة.
ومن هذه الجامعات “جامعة الشام العالمية” التي تأسست في عام 2015 بدعم من منظمة ihh التركية، اقتصرت الدراسة فيها بداية على أفرع قليلة، وما لبثت أن تطورت وافتتحت أفرع جديدة بفضل جهود كوادرها وإدارتها في تطوير سير الخطط التعليمية قدمًا.
يبلغ عدد طلابها حوالي 800 طالب، تؤمن الجامعة سكنًا شبابيًا وفَّر على الطلاب مشقة السفر الطويل كون أغلبهم يأتون من مناطق بعيدة عن مركز الجامعة.
ومع بداية العام الدراسي الجديد بدأ التحضير لحدث مهم للمرة الأولى منذ انطلاق الجامعة وهو تخريج الدفعة الأولى من طلابها من كليات مختلفة واختصاصات متعددة، حيث بلغ عدد الخريجين 56 طالبًا منهم 22 من كلية الشريعة والقانون، و 20 من كلية الإدارة والاقتصاد، و14 طالبًا من كلية العلوم السياسية.
بدأ الحفل يوم السبت الماضي بحضور عدد من الشخصيات المهمة على المستوى الداخلي والخارجي، حيث حضر وزير التعليم العالي في الحكومة المؤقتة “هدى العبسي” والدكتور “بهاء الدين قالش” نائب رئيس جامعة حلب، والمهندس “سعيد سليمان “وزير الاقتصاد في الحكومة المؤقتة، والبروفيسور التركي “محمد حنفي” بالإضافة إلى شخصيات من منظمةihh والكادر التدريسي للجامعة من عمداء ودكاترة ومهندسين ورؤساء أقسام.
تم خلال الحفل تكريم عدد من دكاترة الجامعة والخريجين بشكل عام والأوائل بشكل خاص، ولم يغب عن بال الجامعة ذكر الطلاب الشهداء الذين قضوا نحبهم قبل تخرجهم من الجامعة وقد تم تكريم لأولياء الشهداء.
وخلال تصريحات للطلاب الخريجين عبَّر الخريج من كلية العلوم السياسية (طارق الشيخ عباس) عن شعوره الذي لا يوصف في هذا اليوم العظيم الذي تشارك فيه مع رفاقه فرحة العمر التي طالما انتظروها لسنوات طويلة يقول: “أمضينا ثلاث سنوات واستطعنا اجتياز جميع العقبات التي واجهتنا نحن الطلاب والجامعة، ونأمل أن نحقق ما يفيد مجتمعنا ويكون في مصلحة قضيتنا، وأوجه الشكر الجزيل للكادر عمومًا وللدكتور (عز الدين قدور) رئيس الجامعة على جهوده المبذولة التي أثمرت إلى وصولنا إلى هنا.”
وأضاف (أحمد علي هدال) الخريج من كلية الشريعة والقانون قسم الشريعة قائلاً: “أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل المبارك وبعد سنوات طويلة استطعنا أن نثبت أننا لسنا بحاجة النظام ولا جامعاته، نحن مستقلون علميًا وفكرياً، ونحن أهل الحضارة والثقافة وسنستمر في تحصيلنا العلمي في سبيل قضيتنا وصروحنا العلمية الثورية كثيرة وكبيرة نسأل الله لها التوفيق.”
يُذكر أن أهم ما يعيق عمل الجامعات والطلاب في المناطق المحررة عدم اتحاد هذه الصروح العلمية وتشتتها واتباع كل صرح لجهة ما، الذي بدوره يزيد معاناة الطلاب ومنها عمل الجامعات في مناطق معينة واتباعها سياسات الحكومات الموجودة، وهذا يعود بالسلب على سير العملية التعليمية في الجامعات.