أحمد نعسان |
تفاقمت أزمة جفاف السدود خلال السنوات الأخيرة على حوض نهر العاصي بعد توقف ضخ المياه إليها منذ عام 2011، وانقطاع كامل للتيار الكهربائي ما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في السدود التجميعية في تلك المنطقة.
سد (قسطون) الذي بُني في العام 1992 بغرض الري، وتقدر مساحته بـ 2700 دونم وسعته التخزينية 28 مليون م3 ، يقول عنه (مهند النعسان) رئيس المجلس المحلي لبلدة قسطون: “إن السد كان يعتمد بشكل رئيس في تزويده بالمياه على مضخات قرى القرقور والزيادية ومضخة قسطون التي تعمل على سحب المياه من نهر العاصي المار من قرية القرقور، إلا أنها توقفت منذ قرابة 7 سنوات بعد استهدافها بشكل مباشر من قبل قوات النظام، ما أثر سلباً على مئات المزارعين الذين يعتمدون في معيشتهم على الخضراوات في الصيف، وعلى القمح في المواسم الشتوية، لتصبح هذه الأراضي بعلية بشكل شبه كامل.”
ويكمل النعسان: “انخفض منسوب المياه في السد خلال العام الحالي إلى قرابة مليون متر مكعب، ليقتصر دوره على سقاية الأراضي المحيطة به بعد أن كان يروي بالمياه أكثر من 20 قرية في سهل الغاب الشمالي.”
وعن وضع السد حالياً يضيف النعسان: “السد تحول إلى بحيرة صغيرة بمساحة لا تتجاوز 3 كيلو متر مربع، تمتلئ من مياه الأمطار الشتوية، بالإضافة إلى تغذيتها بأربع ينابيع مجاورة لا يتجاوز ضخها أربع (بوصات) في الساعة وتغذي الأراضي المحيطة بها، وكانت تبلغ مساحة السد سابقاً 1000 هكتار، أما طوله 3 كم، وعمقه من 50 إلى 80 متراً، يمتد من قرية قسطون غرباً حتى قريتي شاغوريت واللج شرقاً.”
(عبد الناصر الحمدو) من قرية اللج في سهل الغاب يعتمد على ما تبقى من مياه سد قسطون لري أرضه الزراعية، يقول إن قرب المكان يساعده في سقاية محاصيله، ويعبر عن مخاوفه من جفاف بقعة المياه الأخيرة التي تشكلت من الهطولات المطرية في العام الماضي، بشكل كامل ليلتحق بأغلب مزارعي القرية الذين تحوّلوا إلى الزراعة البعلية بعد انقطاع ضخ مياه نهر العاصي عنه منذ ما يزيد عن 7سنوات.
(سد البالعة) يقع شرق قرية البالعة بريف جسر الشغور بسهل الروج، غرب إدلب، أُنشئ في أواخر التسعينات من القرن الماضي، (سمير الجبري) رئيس المجلس المحلي بقرية البالعة يقول عنه: “تم جفاف سد البالعة بشكل كامل، حيث يبلغ محيطه خمسة كيلو مترات ومساحته 150 هكتاراً وارتفاعه حوالي عشرة أمتار، وتبلغ سعته التخزينية 15 مليون م3، كان السد يساهم بري سهل الروج كاملاً، وكان يعتمد بريه على مياه تُضخ من نبعة عين الزرقاء بدركوش، ونهر العاصي، عبر قناة رئيسة تصب بقنوات ري فرعية في السد، ويُغذى السد بطريقتين في فصل الشتاء، الأولى بمصرف سيول أمطار غالب سهل الروج وضخها للسد، والأخرى استكمال تعبئته من مياه عين الزرقاء، ونتيجة انقطاع الكهرباء عن أرياف إدلب بداية عام 2013 توقف العمل في السد نهائياً.
(عبد الرحمن سطم) مزارع من قرية البالعة يقول: “بسبب جفاف سد البالعة وعدم توفر المياه فيه اضطررت لحفر بئر جوفي لسقاية أرضي ومزروعاتي.” ويضيف أيضا: “نقوم بسحب المياه منها عبر مولدات وغطاسات تعمل على مادة المازوت بكلفة 3000ليرة للساعة الواحدة، فيما اعتمد الآخرون على الطاقة الشمسية في الري وسحب المياه من الآبار التي تحتاج قرابة ٣٠ لوح طاقة تكفي لسقاية ٥ دنم باليوم. “
ويختم الجبري: “تدهورت أحوال السكان بسبب جفاف السد الذي كان يغذي سهل الروج كاملاً، حيث يعتبر السلة الغذائية لأرياف إدلب الجنوبية والغربية، ما دفع بمعظم مزارعي المنطقة للتوجه نحو زراعة المحاصيل البعلية كالحنطة والشعير والحمّص والذرة البيضاء والعزوف عن الكثير من المزروعات المروية. “