عبد الحميد حاج محمد |
ماتزال الصور تتواتر من المناطق التي سيطرت عليها ميلشيات الأسد في ريف إدلب، حيث تظهر عمل تلك الميلشيات (بتعفيش) المدن والبلدات، وأخذ كل ما يمكن الاستفادة منه وبيعه، إذ لم تكتفِ تلك الميلشيات بالقصف الذي قامت به إبَّان سيطرتها على المناطق في ريف إدلب، حيث اتبعت وقتها سياسة الأرض المحروقة، لتكمل مسيرتها الرعناء في تدمير ونهب ما بقي للمدنيين الذين خرجوا بأرواحهم من بطش الميلشيات.
أشجار الزيتون التي أعمارها تتجاوز عمر دولة الأسد لم تنجُ من بطش الأسد وميلشياته الطائفية، حيث أظهرت عدة صور كيف تقوم تلك الميلشيات بقطع الأشجار بعد قطاف ثمار الزيتون منها، بهدف بيعها حطبًا للتدفئة في مناطق سيطرة نظام الأسد في ظل ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير.
يتابع الأهالي أراضيهم وممتلكاتهم عبر برامج الخرائط الاحترافية، ويُعدُّ برنامج (أتاك) من أشهرها، حيث ينتظر الأهالي تحديث ذاك البرنامج بغية رؤية أرزاقهم هل مازالت موجودة أم أن أيدي الميلشيات طالتها ونهبتها؟!
ووفق ما رصدته (صحيفة حبر) على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المئات من أهالي ريف إدلب الذين احتلت أراضيهم في الحملة العسكرية الأخيرة يندبون أرزاقهم ومنازلهم التي نجت من القصف وطالتها السرقة من قِبل الجيش الذي قتل مئات الآلاف من الشعب السوري، كل ذلك بهدف بقاء المجرم (بشار الأسد)على رأس هرم الفساد.
تعفيش الحديد داخل الإسمنت.. جديد ميلشيات الأسد!
إن ما يثير اهتمام جيش الأسد وميلشياته في الوقت الحالي هو (الحديد)، فبحسب التقارير والمعلومات التي ترد فإن تلك الميلشيات أصبح شغلها الشاغل جمع الحديد من مناطق ريف إدلب التي سيطرت عليها، إذ إنها لم تدع بابًا، ولا نافذة، ولا سور حديد، ولا خزان مياه، إلا وقامت (بتعفيشه) ونهبه، وبعد الانتهاء من مرحلة جمع الحديد الخارجي، يبدأ التكسير والبحث عن الحديد المخبأ داخل الإسمنت.
الآلاف من البيوت حتى اليوم أصبحت بلا أسقف بسبب هدمها واستخراج مادة الحديد منها، وقد أظهرت العديد من الصور وتسجيلات الفيديو تلك العمليات التي تمارسها ميلشيات الأسد في منازل المدنيين.
كيف سيطور الأسد جيش الحديد؟!
في مقابلة لبشار على وكالة (سبوتنيك) الروسية، تحدث حول خطط جديدة لتطوير جيشه، منوهًا إلى أن تلك الخطط يعمل عليها منذ عامين وبالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية.
وبحسب الأسد، فإن عملية التطوير ستكون على الأرض وليست بالصواريخ، فالصراع الحالي هو على الأرض، ما يعني أن منطقة ريف إدلب بصدد استقبال عناصر جدد، لكن الأهم هل سيجد أولئك العناصر شيئًا لتعفيشه وسرقته بعد أن هدمت الميلشيات الحالية حتى أسقف المنازل لاستخراج الحديد؟!
شبيحة البلدات سبب في تخريب الممتلكات
وفق ما يدور بين أبناء ريف إدلب وتابعته (صحيفة حبر)، فإن المئات من ممتلكات المدنيين تنهب وتُدمَّر لأن أصحابها من أبناء الثورة، ويوجد شبيحة من أبناء المنطقة هم من يقوم بتأدية مهمة تدمير تلك الأملاك، وفي المقابل حماية ممتلكات ذويهم من التدمير والنهب الكبير الذي يطالها، وهذا ما تظهره برامج الخرائط المتداولة بين الأهالي.
وصف أولئك الأهالي الذين فقدوا أملاكهم التي تعبوا عليها لسنين طويلة تجاوز وصف النكبة، حيث أصبحوا بلا وطن وبلا منازل، ما جعل بعضهم لا يبالي بالعودة إلى بلده بسبب ضياع ماله الذي هو شقاء عمره.