جاد الحق
لقاء مع الناطق الرسمي باسم حركة الإنقاذ الكردية آزاد أحمد
- في البداية هلا أعطيتنا لمحة عن دور الإخوة الأكراد في الثورة السورية؟
الأكراد جزء أصيل من الشعب السوري، وحين بدأت الثورة السورية في محافظة درعا، كانت المظاهرات في معظم المناطق الكردية في قامشلو وعامودا والحسكة وعفرين وكوباني.
بعد حوالي شهر من الحراك الثوري العفوي تم تشكيل تنسيقيات ثورية في المحافظة، وكانت المظاهرات بالحسكة قوية وفيها من كل تشكيلات الشعب السوري، وتم بثت هذه المظاهرات على عدد من القنوات العربية كالجزيرة وأورينت وغيرها، وتميزت بلدة عامودا عن غيرها من مناطق الحسكة بما قدمته من أشكال جميلة ومتنوعة للحراك السلمي، وحيث أن الكرد مكون رئيسي من الشعب السوري فقد شارك بقوة في الحراك السلمي وسميت عدة جمع بأسماء كردية مثل جمعة آزادي وجمعة مشعل تمو.
طبعاً من الجدير بالذكر أن كل هذا الحراك الثوري السلمي هو شعبي بامتياز، إذ أن الأكراد حالهم كحال باقي الشعب السوري، سبقوا بالثورة نخبهم السياسية وتجاوز الحراك الشعبي القيود الحزبية.
- بعد كل هذا الزخم الثوري من الإخوة الأكراد، كيف تم تحجيم دورهم؟
السبب الرئيسي لتحجيم دور الكرد في الثورة هو دخول PYD مع بعض الأحزاب الكردية المرتبطة بالنظام على الخط لإبعاد الشارع الكردي عن المشاركة مع إخوته العرب في الثورة، حيث عمل pyd بدعم وتسليح من النظام بالعمل ضد المتظاهرين.
- ممكن نبذة سريعة عن ال pyd قبل الثورة، بحكم أن حضرتك كردي ومن أبناء محافظة الحسكة؟
حزب الاتحاد الديمقراطيpyd تأسس عام ٢٠٠٣ كفرع من حزب العمال الكردستاني pkk، ومعروف أن pyd يعادي الأحزاب الكردية ويعادي الثورة، ويعادي مسعود البرزاني، وكما أنه يتعاون مع النظام السوري وأعضاؤه يعملون شبيحة ضد المتظاهرين الكرد.
- ماذا عن انتفاضة القامشلي عام 2004؟
انتفاضة القامشلي كانت رد فعل طبيعي على سنوات طويلة من التهميش والقمع التي عاناها الأكراد من النظام السوري المجرم، فقد حرم النظام الأكراد من أبسط حقوقهم كالهوية الشخصية، وتراخيص البناء، وحرمانهم من التعليم الجامعي.
ولم يكتف النظام بذلك، بل استمر بإثارة النعرات القومية والمناطقية بين الأكراد، وباقي إخوانهم من السوريين، وهو من يتحمل الوزر في أحداث القامشلي، إذ هو من أشعلها، وبنفس الوقت تهاون في حل المشكلة ليؤججها أكثر، وللأسف نجح في تسويق دعايته على عموم الشعب السوري، وصدقه الشعب، أن ما يحدث هو أعمال شغب من انفصاليين والدولة تتصدى لهم.
طبعا سقط حوالي الخمسين شهيد وأكثر من مئة جريح، بنيران المخابرات السورية، وأذنابها من البعثيين.
- بعد هذا التمهيد عن وضع الأكراد في سورية قبل الثورة وبعدها، هلا حدثتنا عن حركة الإنقاذ، وأهدافها، وظروف نشأتها؟
حركة الإنقاذ الكردية نشأت لأسباب موضوعية أهمها، أن pyd لا يمثل كل الشعب الكردي وفرض السيطرة على الكرد بالقوة وهو سبب الهجرة من المناطق الكردية، وأيضاً ضعف اهتمام الفصائل في الثورة بالقضية الكردية وبالشعب الكردي مما تركه فريسة لسيطرة pyd على الشعب المغلوب على أمره.
لهذين السببين وغيرهما ارتأينا كثوار أكراد تشكيل فصيل ثوري كردي، للدفاع عن الشعب الكردي والمطالبة بحقوقه المشروعة ولتصحيح مفهوم أن ال pyd لا يمثلون الشعب الكردي، فالشعب الكردي شعب حر وشريف وصاحب قضية مشروعة.
أما أهداف الحركة فهي نفسها أهداف الثورة السورية، من رفع الظلم عن الشعب، وإسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الكردي وتحقيق العدالة والحريّة، ونرفض الدعاوى الانفصالية ونطالب بوحدة الاراضي السورية.
- برأيكم ما هو وضع الشعب الكردي في ظل الثورة، وما هي تطلعاته؟
الشعب الكردي جزء أساسي من الثورة، ومصيره مرتبط بمصير عموم الشعب السوري، وال pyd عامل سلبي بالنسبة للقضية الكردية.
نحن كحركة إنقاذ كردية جزء من الشعب الكردي والثورة السورية، وضد الانفصال، ومن أولوياتنا المطالبة بالحقوق الكردية المشروعة تحت مظلة الثورة السورية.
- هل لديكم رسالة توجهونها قبل أن نختم هذا اللقاء الطيب؟
نحن مع الثورة السورية، وسندعمها حتى النصر، ونقول لإخواننا من الشعب السوري أن تصرفات الpyd لا تمثل عموم الشعب الكردي، وهي مرفوضة عندنا، وللعلم نصف مقاتلي الpyd تقريبا هم من العرب، فهناك عشائر عربية تدعم الpyd، فلا يجوز تعميم المصطلحات السلبية بحق الكرد، ونحن نرفض هذه النزعات القومية التفريقية التي مزقت جسد الأمة الواحد، بسبب مشاريع حزب البعث العنصرية.
آزاد أحمد باسمي وباسم صحيفة حبر أشكر لكم ما قدمتوه لنا من وقتكم لإجراء هذا اللقاء.