أيامٌ قليلةٌ فصلت بين إعلان الخارجية الأمريكية عن تورط حزب الله في تفجير مبنى المارينز ببيروت عام 1983 ووضعه على قائمة الإرهاب الأمريكية، وبين إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته المفاجأة من الرياض بالتزامن مع دعوة بعض الدول رعاياها مغادرة لبنان فوراً.
ليس من باب الصدفة أن تتذكر واشنطن قتلاها بعد أكثر من ثلاثين عاما ولا أن يكتشف سعد الحريري أنَّ حزب الله هو أداة إيرانية أحكمت قبضتها على مفاصل الدولة اللبنانية وتسعى إلى اغتياله كما اغتالت والده من قبل، فهل هي طبول الحرب التي بدأت تقرع ضد الحزب؟
لا شكَّ أنَّ الحزب يعيش حالياً أسوء أيامه، فالمظاهرات والاحتجاجات ضد الحزب وصلت لأول مرة إلى معقله الرئيس في ضاحية بيروت الجنوبية، فالحاضنة الشعبية للحزب بدأت تتململ من الحرب في سورية بسبب كثرة قتلى الحزب من جهة وعدم قدرة الحزب على دفع التعويضات لأسر القتلى في ظل تقليص إيران لمساعداتها المالية للحزب والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الكيانات والأشخاص المتعاملة معه.
العمليات العسكرية المتوقع أن تشنَّ ضد الحزب هي أحد احتمالين إمَّا أن تكون جدية هذه المرة وتستهدف إنهاء وجوده وإعادة سلاحه للدولة اللبنانية المختطفة حاليا أو الخاضعة لسيطرة الحزب وهذا أمر في غاية الصعوبة دون عمليات برية على الأرض وهذا غير وارد حالياً، إذ من المتوقع أن تقوم السعودية وحلفائها بضربات جوية فقط.
وإمَّا أن تكون العمليات العسكرية عبارة عن ضربات محدودة عقابية سيستفيد منها الحزب في إعادة تلميع صورته داخلياً وخارجياً بعدما تلطخت سمعته بدماء السوريين وسيحكم الحزب بعدها قبضته على لبنان بشكل أكبر تماما كما حدث بعد حرب تموز 2006.
وهنا لا بدَّ من تساؤل: لماذا ترك الحزب طيلة السنوات السابقة ينفذ مهمته على أكمل وجه في دعم نظام الأسد من القصير إلى البوكمال؟ أم أنَّ الضربات المتوقعة مرتبطة بحرب السعودية في اليمن واختارت الرياض أضعف الأذرع الإيرانية لتقطعها بعدما عجزت عن الحوثيين.