يعد المعهد السوري الإنساني للتمكين الوطني أحد المشاريع الرائدة في المجال المهني فهو يستهدف الشباب السوري ويعمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم في المجالات التقنية ليواكبوا آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا.
ويتمحور عمل “shine” في مجالات التعليم والإغاثة والتمكين المجتمعي ولعل من أهم أعمالها دورات التعليم المتسارع، الدبلومات المهنية، معهد الأطفال للمميزين، معارض وحفلات للأطفال إضافة إلى عدد من الأعمال الإنسانية كالحملات الإغاثية وحملات النظافة.
بعد تخريجه الدفعة الأولى عام 2016 يحتفل اليوم المعهد السوري للتمكين بتخريج الدفعة الثانية من طلابه بالإضافة إلى تخريج عدد من طلاب الدبلوم في الصحافة الالكترونية والبرمجيات.
أقيم الحفل في المركز الثقافي في مدينة إدلب وقال السيد فائز قوصرة مدير المركز “منذ أن عملت في إدلب أدركت أن بلدنا موطن الحضارة واليوم تتعرض هذه الحضارة لعملية هدم لذلك فعلى عاتقكم أيها الشباب تقع مسؤولية البناء بناء المستقبل والعمل على توحيد الوطن فالجهل يقسمنا والحضارة لا ريب تجمعنا”
الدكتور محمد عبد الحي في كلمته التي تناول فيها الخبرات العملية السورية داخل سورية وخارجها قال” لقد شاهدنا العقول السورية في بلاد المهجر تبحر في بحور العلم وتنطلق في فضاء الاختراع لأنها كانت موءودة ففي عصر الأسد كانت سورية سجناً للإبداع، واليوم داخل المناطق المحررة استيقظت العقول السورية بعد نوم طويل تتحدى الظروف على جميع الأصعدة مرابطةً على ثغرها في سورية الحرة لتتبوأ دورها في المجتمع وتسعى إلى بناء المستقبل وأنا من خلال اطلاعي على المناهج التي درستموها في المعهد أعتقد أنكم أخذتم علماً نافعاً سيساعدكم على إكمال مسيرتكم العلمية والمهنية.”
الدكتورة هدى العبسي قالت أيضاً عن دور المرأة في تقدم المجتمع وتطويره: “للمرأة حضور مهم في المجتمع والمطلوب من النساء اليوم إذا أردن التغيير المسارعة إلى المعرفة فنحن لا نريد منكن الحصول على شهادة ورقية بل نريد منكن الحصول على المعرفة تلك المعرفة التي تخلص المجتمع من القيود التي تمنع المرأة من المساهمة في البناء لذلك فنحن بأمس الحاجة لكي نكون قدوة حسنة ونبتعد عن تقليد الأوربيين إلّا في ميدان العلم والتقدم فلماذا لا نخترع ونبدع؟”.
وبعد إلقاء هذه الكلمات عرض عدد من الطلاب جانباً من أعمالهم التقنية.
الطالب عبده العزام ” نتقدم بالشكر لأكاديمية shine التي ذللت لنا الصعاب وساعدتنا على إكمال مسيرة النجاح، تلقينا عدداً من العلوم في قواعد إعداد البيانات وبرمجتها وعلوم التنمية البشرية والإدارة وكل ما يساهم في تعزيز شخصية الطالب، والآن سأعرض لكم تطبيقاً يعمل بنظام الأندرويد كمثال بسيط عن أعمالنا في المعهد وهو عبارة عن صراف إلكتروني للعملات يتميز بخصائص تقنية وتنظيمية عالية يوفر الوقت والجهد.
وقال الطالب مصطفى الكنج أحد المتفوقين في المعهد ” أهدي النجاح لعائلتي وأشكر جميع المعلمين في هذا المعهد، مشروعي هو سوق الكترونية تستطيع من خلالها بيع وشراء المنتجات.”
المهندس أحمد من كوادر المعهد قال” ما قمنا به أشبه بالمعجزة، فقد استطعنا تنمية مهارات الطلاب الذين لم يكملوا تعليمهم، أوجه رسالة إلى جميع الناس أقول فيها إننا نقلنا الطلاب إلى مرحلة الإنتاج لذلك يتوجب علينا الوقوف معهم ونساعدهم في تأمين فرص العمل التي يجب أن ينالها الشخص الأفضل والأكثر كفاءةً”
رانيا قيسر مديرة المعهد قالت في الحفل ” شكراً للحكومة التركية ولكل من ساهم في تعليم الشعب السوري، عشت في إدلب ثلاث سنوات ثم أسست هذه المنظمة في الولايات المتحدة لأنني أدركت أن الشعب السوري ألماس خام ما إن يصقل حتى تخرج منه طاقات التميز والإبداع، ابحثوا عن الحب حب الله وحب الناس وحب الوطن الذي يُدمر وما يزال صامداً من أجلكم أدركوا أهمية الحب والهدف والقيادة وبادروا لتحقيق أمانيكم بما يخدم مستقبل الجميع”
وبعد هذه الفقرات جرت مراسم توزيع الشهادات للطلاب الذين بدت على وجوههم ملامح الفرح والبهجة بهذا الإنجاز العلمي الذي يعد خطوة أولى على درب التطور التكنولوجي العلمي داخل المناطق المحررة.