أسماء الحلبي
إنّ أخطر أمراض المجتمع أن يُظهِر الشخص عكس ما يُخفي، فتضيع الحقيقة ويتنشر الكذب بين جميع فئات المجتمع، ونهاية الأمر ضياع الثِّقة بين الناس، فإن أصبح الكذب ثقافةً مجتمعيّة انهار المجتمع لأنّ الجميع سيظن أن كل من يقابلهم منافقٌ كذَّاب.
ومن أكبر الأمثلة اليوم هو المنافق والد الطفل عمران الذي طلّ يوم أمس على شاشات تلفزة النفاق الأكبر تلفزةِ النظام السوري والروسي ليصرِّحَ بأنّ عصابات مسلحة قامت بقصف منزله، مضيفاً إلى نفاقه بأنه تمّ عرض مبلغٍ خيالي من المال لبيع وطنه فذاك الرجل الوطني فقدَ أخاً لعمران نتيجة قصفٍ روسي استهدف بيته الكائن في حلب الشرقية ليهدمَ الحجر على البشر فتهرع فرق الدفاع لإنقاذه وأسرته.
ويبقى الشاهد الصّادق ذاك المسعف تحت عدسات المصورين التي رافقت فرق الدفاع لتوثيق جرائم النظام السوري وميليشياته ضدّ المدنيين وسط منازلهم وهو المسعف عمار حمامي المهجّر قسرياً من مدينة حلب يسرد يوم استهدف منزل الطفل وعائلته حيث تمّ استخراج العائلة بالأكمل من تحت الانقاض ليصبح إحدى أيقونات الثورة كما نفى عمار أيّ مبلغٍ تمّ عرضه على الأب ولكنّه رفض ظهوره لأيّ وكالةٍ أو قناةٍ إخباريّة لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري عامةً والحلبي حينذاك خاصة حيث كان على وعي تام بالجرح من القصف الممنهج وسياسة الحصار من قبل قوات النظام السوري.
كما وجّه عمار رسالةً لذاك الأب المنافق من داخل سيارة الاسعاف التي ساهمت في إكمال مسيرة الطفل عمران بأن هدر دماء ابنه الذي فقده وبات بلا ضمير وتجرّد من انسانيّته وبأنّ الحقيقة واضحةٌ وضوح الشمس.