أحمد زكريا |
أعلنت حكومة نظام الأسد أنها دشنت طريقًا رئيسًا بين ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي بكلفة تُقدر بأكثر من 300 مليون ليرة سورية.
وأثار هذا الأمر ردود فعل غاضبة حتى بين الموالين لنظام الأسد، لافتين إلى أن الأمر هو سرقة واضحة وعلى (عينك يا تاجر)، خاصة أن الطريق طوله لا يتعدى 5 كم فقط.
وفي التفاصيل، هللت صحيفة “الوطن” الموالية للخبر وقالت: ” إن وزير الإدارة المحلية والبيئة (حسين مخلوف) دشّن السبت الماضي، طريق (حرفا – حضر)، الذي تُقدر تكلفته بنحو 319 مليون ليرة سورية وبطول نحو ٥ كم”.
ونقلت عن “مخلوف” قوله: ” إن هذا الطريق يُعد من أهم الطرق بين ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي، التي تخدم المواطنين والمزارعين في قرى سفوح جبل الشيخ” على حد زعمه.
ورغم أن الخبر لا يُعتبر على مستوى عالٍ من الأهمية، إلا أن اللافت في الأمر هو تكلفة الطريق البالغة أكثر من 300 مليون ليرة سورية التي أثارت حفيظة الموالين للنظام التي دفعت بهم للسخرية تارة وكيل الاتهامات لحكومة النظام بالسرقة تارة أخرى.
وأتت جميع التعليقات من متابعين لمنشور صحيفة “الوطن” على الفيس بوك، معربة عن صدمتها من هذا الأمر، إذ تساءل أحدهم قائلا: ” 5 كلم بـ 319 مليون ليرة؟ إنها سرقة عينك عينك”، وأضافت أخرى بالقول: “300 مليون؟ شو حاطين حجر ورخام؟”، وطالب آخر الجهات الرقابية بالتحرك قائلًا: ” قسمًا بالله لو عم يزفتو دهب ما بيكلف هالتكلفة معقول ما في حدا يدقق هالمبالغ؟”.
وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي (يونس الكريم) في تصريحات خاصة لـ(حبر): “إن هذا الطريق بدائي وليس فيه أي تخديم أو حتى إنارة، وهذه التكلفة فقط للتعبيد وبالتالي الرقم مبالغ فيه جدًا”.
وأضاف أن “هذا الأمر نموذج عمَّا سيحدث مستقبلاً من نهب للطرقات من قبل عصابة الأسد في حال كان هناك إعمار لسورية، ما يعني أن أموال ترميم وفتح هذا الطريق تم سرقتها من قبل هذه العصابة شأنها شأن كل سورية”.
ولفت الانتباه إلى أن “التوسع النقدي بسبب الفساد يزيد الطلب على الدولار، فمثلاً هذا الطريق الذي من المفترض ألا يكلف سوى بضعة آلاف من الدولارات تم صرف عليه أكثر من 300 مليون ليرة سورية، وبالتالي المتعهد وحلقة الفاسدين سوف تقوم بتحويل هذه الأموال المسروقة إلى الدولارات حفاظًا على الأموال وتخفيضًا لحجمها ما يزيد الطلب على الدولار، وبالتالي الفساد يشكل ضغطًا على الدولار، بمعنى أن الفساد هو أحد بوابات انهيار العملة السورية وزيادة الطلب على الدولار”.
وفيما يتعلق بردود فعل الموالين للأسد الغاضبة قال (الكريم): ” إن الموالين يعلمون أن هذا الطريق لا يكلف هذه الأموال وليست بهذه الأهمية، وحتى البنية التحتية لهذا الطريق ليست جيدة، وبالتالي هذه العملية نهب، وهم يعتبرون أن البلد تُنهب ليل نهار وهم الخاسرون، أصبح كثير من الموالين يتمنون لو أنهم يستطيعون الخروج من سورية وتقديم اللجوء.”
ولا تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها فيما يتعلق بالفساد من ببوابة ترميم وصيانة الطرقات وتسجيل تكاليف لا ترقى لمستوى ما يتم إنجازه.
وقارن (الكريم) بين طريق تمت صيانته وافتتاحه في محافظة دير الزور، وبين الطريق الذي افتتح مؤخرًا في ريف القنيطرة الشمالي، وقال: ” في عام 2011 تم افتتاح طريق بين الميادين ودير الزور بمسافة 91 كم، وبلغت تكلفته حينها نحو 930 مليون ليرة سورية، وكان سعر صرف الدولار آنذاك 50 ليرة سورية، علمًا أن هذا الطريق أكثر صعوبة وأكثر تكلفة كونه يمر بأراضٍ زراعية وصحراوية ويحتاج للكثير من الجهد والدعم ورغم ذلك لم يكلف إلا هذا الرقم”.
يذكر أنه في شباط/فبراير 2019، هاجم موالون، وحسب ما نقلت صفحات موالية على الفيس بوك، حكومة نظامهم بعد أن حصلت انهيارات طرقية بسبب الأمطار خاصة في مشروع تحويلة (الحفة -صلنفة) في اللاذقية، الذي بلغت تكلفته 2 مليار ومئتي مليون ليرة سورية، وطالبوا حينها حكومة نظامهم بمحاسبة الفاسدين والمسؤولين عن المشروع، معتبرين في الوقت ذاته أنه طالما غياب المحاسبة قائم فإن الخراب والدمار سيبقى مستمر، و”سنحصد في المستقبل أكثر من ذلك” على حد تعبيرهم.