تقرير : عمر عرب حندرات ذاك الطريق الذي لم يكن معروفاُ من قبل، بات اليوم هو الخطَّ الأول والمحوري لأشرس المعارك بين الجيش الحر والنظامي وأعنفها ، في محاولة الأخير التقدم باتجاه المنطقة والسيطرة عليها، فالطريق يشكل نقطة وصل مهمة بين الريف الحلبي والمدينة ، كما أنّه يعد من أبرز الطرق التجارية للمناطق المحررة ، حيث يقوم الناس باستيراد كافة البضائع عن طريقه ، في مقدمتها المواد الغذائية ، ولذلك يساهم في رفع اقتصاد المنطقة، علاوة على ذلك فهو أهم طرق الإمداد بالنسبة إلى الجيش الحر ، لذا فهو شريان المناطق المحررة ونبضها ، وهذه أسباب جعلته يقع في مرمى ضربات النظام وقصفه الذي يكاد لا يهدأ بكافة الأسلحة مستعينًا على الأرض بقوات أفغانية وإيرانية شيعية علّه بذلك يكسب الطريق لصالحه ، فالطريق بالنسبة إليه هو الورقة الرابحة التي ستسهّل له السيطرة على المدينة وتسمح لقواته بالتحرك السهل من وإلى السجن المركزي ،الريف ،المدينة ، وبالتالي فك الحصار عن بلدتي “نبل والزهراء” المواليتين له .قامت بدورها صحيفة “حبر ” بزيارة منطقة حندرات واللقاء مع القادة العسكريين والعناصر المرابطين هناك ، لتسألهم عن كيفية سير المعارك، وهل بالفعل لديهم القدرة على صد هجوم النظام واستعادة زمام الأمور .يقول قائد عسكري في المنطقة: لا شكّ بأنّ سيطرة النظام على المدينة الصناعية في الشيخ نجار وتمكنه من فك الحصار عن سجن حلب المركزي مستعيناً في معاركه بعناصر إيرانية ولبنانية من حزب الله ، كان له الأثر الأكبر بتغيير مجرى المعارك على الأرض لصالحه لكن لبعض الوقت، والنظام يريد من تقدمه باتجاه حندرات فرض طوقٍ من الحصار حول مدينة حلب ، لتقوم بعض عناصره بعملية تسلل من منطقة السجن المركزي نحو كتيبة الدفاع الجوي الواقعة شمال بلدة حندرات عبر تلال تقع شرق السجنوتتمكن بعد اشتباكات عنيفة من السيطرة على الكتيبة في محاولة منها التمدد نحو الغرب بهدف الوصول إلى منطقةالكاستيلو وفرض حصار كامل عل مناطق سيطرة الثوار شمالي وشرقي مدينة حلب.ويؤكد أن الاشتباكات ما تزال مستمرة بين الطرفين وذلك بهدف استعادة السيطرة من قبل الثوار للنقاط التي خسروها وإفشال مخطط النظام في محاصرة حلب، حيث تمكن الثوار من استعادة منطقة مزارع الملاح الواقعة شرق مدينة حريتان الاستراتيجية،ملحقين خسائر كبيرة في صفوف جيش النظام وميلشياته الذين حاولوا التسلل إلى المنطقة فقام الثوار بأسر عدد منهم.وأضاف قائلًا: النظام بدوره يحاول الدخول إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب قرية حندرات والتي تتمركز فيه قوات النظام، لكن قوات الثوار المتمركزة في المخيم تمكنت من صد الهجوم المتكرر وقتل عناصر أجنبية خلال المعارك الدائرة والسيطرة على نقاط جديدة في قرية حندرات والتلال المحيطة بها وهي عبارة عن دشم وخيام كانت تتمركز فيه قوات النظام. ولذلك فإن ادعاء النظام بحصار حلب أشبه بالأكاذيب.أحد المرابطين في حندرات يقول لـ ” حبر “:النظام يخوض منذ أكثر من ثلاثة أعوام حرباً عبثية وجنونية لا يحقق فيها سوى الدمار والدماء ، و إنّ حصاره لحلب إن كان يريده فعلا سيتطلب أمدًا طويلًا، ونحن هنا ، سوف نظل كالشوكة في حلقه وسندحره هو وأعوانه من كافة المليشيات بإذن الله ، وسيكون النصر حليفنا. وأفاد قائد عسكري من مدينة حلب: أنا أرى بأن خطة النظام ستتحول من حصار حلب الى حرب استنزاف طويلة الأمد ،هذا إن تمكّن من حصارها فعلًا وذلك لعدة أسباب أهمها المساحة الجغرافية الكبيرة للمدينة ، كما أنّ الشوارع والأزقة الضيقة ستكون من أبرز العوائق أمام اقتحامها لتتحول حربه إلى حرب شوارع.إنّ نجاح النظام في حمص الأبية وبعد عامين من الصراع عليها ، لا يعني نجاحه في حلب فالظروف تختلف، والتوازنات العسكرية في صالح الثوار لا النظام .