يجمع بين صفحاته المعنى الحقيقي لمعاناة شهداء معتقلين بسجون النظام السوري، لم يكونوا مجرد أرقام إنما أرواح عانت من شتَّى أنواع العذاب والقهر.
بدعوة من مركز البراءة للطفولة والتأهيل أقيمت جلسة حوارية حول مضمون كتاب “حين تتحدث الزنازين” وذلك في منتدى المرأة السورية في مدينة سراقب.
بدأت الجلسة بنبذة تعريفية عن الكتاب من المؤلفة (غادة باكير) التي تحدثت بدورها عن فكرة الكتاب التي لم تكن وليدة اليوم، إنما نشأت منذ 2011م حين اعتقل شهيد سراقب الأول (أحمد صالح الدعاس) وقضى تحت التعذيب، وبعد مدة اعتقل الشهيد (أحمد ياسر حج علي) بعد تحويله إلى دمشق وخروجه جثة مشوهة، حينها كانت المظاهرات السلمية قد بدأت لتلد معها الفكرة، وتكمل باكير “وخلال هذا العام تم التواصل بين مركز البراءة وجريدة زيتون بتركيا للعمل على فكرة جديدة مشتركة لخدمة ثورتنا فعادت إلى ذهني فكرة المعتقلين وناقشت الفكرة مع الأستاذ (رائد رزوق) ولاقت قبولاً وتم التعاون بين الفريقين.”
وتحدث ضمن الجلسة أيضًا المحامي (أحمد باكير) عن حقوق المعتقلين وتغييبهم في سجون النظام.
أما الأستاذ (ياسر الصوفي) تكلم عن أدب الاعتقال والروايات المهمة وكيف يتناولها الأدب، وتنبأ أن الكتاب سيتحول يومًا ما إلى عمل أدبي مهم جدًا لأن القصص أخذت من أفواه الناس.
واختتمت الجلسة بحديث فريق مركز البراءة الذين تحدثوا عن تجربتهم.
صحيفة حبر التقت بالكاتبة “غادة باكير” من فريق مركز البراءة التي تحدثت لنا عن تجربتها: “الكتاب محاولة لإحياء الشهداء بطريقة مختلفة عما نراه، فالصور التي سُربت من المعتقلات كانت جثثًا مشوهة تحمل أرقامًا على جبينها، فأحببت أن أخبر العالم أن هؤلاء بشر كانت لهم حياتهم وعائلاتهم وطموح وآمال لم يحققوها، فكان أقصى حلمهم الحصول على الحرية التي عذبوا واستشهدوا لأجلها.”
وأضافت باكير: “استهدفنا بالكتاب فقط معتقلي إدلب وريفها، فكان لنا زيارات ميدانية للعائلات وأجرينا حوارات معهم وحاولنا تغطية أكبر عدد ممكن من الشهداء، لأنه طلب منا على الأقل 50 شهيدًا فما فوق، ولأننا محكومون بتوقيت محدد هو 40 يومًا فقط لجمع القصص، تواصلنا مع عدد كبير من عائلات الشهداء لكن لم يساعدنا الوقت لتغطية الجميع، بالإضافة إلى حصرنا بعدد صفحات ما يقارب 200 لا أكثر، وهذا سبب آخر لعدم إضافة أسماء شهداء أكثر.” ثم قالت باكير: “وثقنا الشهداء وجمعنا الصور وحضرنا المقابلات، وبالمقابل صحيفة زيتون تولت عملية التحرير ومهمة طبع الكتاب وتوزيعه في تركيا.” وأكدت أنه سيتم العمل بعد الانتهاء من توزيع النسخ الورقية على تحويل الكتاب إلى نسخ إلكترونية pdf بسبب الطلب عليه في أغلب دول أوربا. وختمت حديثها: “وبهذه الخطوة يكون بمتناول الجميع.”
والتقينا أيضا من فريق مركز البراءة الأستاذة: هالة حاج علي: “كانت تجربتي الأولى بالكتابة، ومع غادة بالمجال الإعلامي نخرج كل يوم منذ ساعات الصباح الباكر للقاء عائلات الشهداء، كنت أعيش قصة كل شهيد أشارك الامهات دموعهن وبعد سماعي لكل قصة تزيد نقمتي على النظام الفاسد وعلى كل شخص ساعد ببقائه حتى الآن، وختمت حديثها رغم كل الصعاب كانت تجربة حلوة رغم مرارتها.
وقال الأستاذ (نور الدين عباس): “رسالة أوجهها لكل شخص يتألم بأن يرى آلام من حوله، فقد أثرت آلام الأهالي في داخلي كثيرًا خصوصًا بداية اعتقال أبنائهم حتى تأكدوا من نبأ استشهادهم وفقدانهم.”
ومن الحضور كان لنا لقاء مع الأستاذ (محمد شكيب الخالد) نائب رئيس الهيئة السياسية في إدلب وقال: “حين تتحدث الزنازين، هو أول وثيقة أدبية توثق قضية المعتقلين المغيبة ضمن جميع ملفات التفاوض للحل السياسي في سورية. لا يوجد صور توثق المعتقلين إلا تلك التي نشرها سيزر ثم القضية التي رفعها أنور البني لمحكمة أوربية.” وأشار أن هذا الكتاب الوثيقة الثالثة لقضية المعتقلين لأنها ظلمت لربطها بالحل السياسي رغم أنها قضية إنسانية، وهذا ما جعل بعد 8 سنوات ثورة لعدم وجود أي خطوة عملية لحلها من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية التي أغمضت عيونها عن هذه القضية، وختم حديثه قائلا: “حتى الصور التي سربها سيزر بقيت 3 سنوات حتى بدأت المحاكم الدولية تنظر بأمرها.